وسائل الإعلام الوهابية الممولة من المال الخليجي، تخرج لسانها للمرأة الليبية عبر بوقها “المعتمد” المطرب فؤاد القريتلي

وسائل الإعلام الوهابية الممولة من المال الخليجي، تخرج لسانها للمرأة الليبية عبر بوقها “المعتمد” المطرب فؤاد القريتلي

بقلم :: كونية المحمودي

صاحب أغنية “المالقي” الشهيرة يسجل انطباعاته على قرار منع سفر الليبيات بدون محرم، بأغنية مشابهة في ركاكتها لأغنية ” المالقي ” خلال ساعات قصيرة من صدور القرار، وبعدها بدقائق تتلقفها بوابة الوسط، لتنشر الخبر و لتشبه أغنية القريتلي، بأغاني الفنان الأسباني “إنريكي إغليسياس”.
الأغنية طبعا لاتحمل موقفا علنيا ضد القرار، ولكنها تخرج لسانها لضحايا القرار في شماتة علنية، وتهريج وإسفاف مبرمج حيث تقول كلماتها :
I can be your mehrem baby
(أي كان بي يور محرم بيبي)
I can marry 3 alaik
(كان ميري 3 عليك)
you will stay fi alhoush forever
(يو ويل ستاي في الحوش فور إفر)
من غيرك يطيب الغدا
لاأعرف سر اهتمام الإعلام القطري الموجه لليبيا كقناة الجزيره، وقناة النبأ، وقناة ليبيا الأحرار، وصحيفة بوابه الوسط، بهذا المغني الشاب، ولاأعرف سر رعايته والدعاية له، رغم أن كيل السخرية والازدراء الذي تلقاه هذا المغني من المشاهدين الليبيين، كان كفيلا لأن يدفعه ليس لاعتزال الغناء فحسب، بل للتواري عن الأنظار.
أذكر أنني قد قمت بمجهود كبير في سنة 2010 مع قناة الجزيرة – حيث لم نكن نشك قبل “الربيع” العربي في أجندتها المشبوهة – لإبراز صوت الموسيقار الليبي الفذ الأستاذ “الهادي الشريف”، والمشهور بتأليف سيمفونيات عالمية ذات طابع غربي مستوحى من البيئة الليبية، عبر لقاء مسجل أو وثائقي، وكيف قوبل مجهودي بالتجاهل، والتعالي على هذه القامة الفنية السامقة، التي ليس لديهم في شبكة الجزيرة بكاملها مبدع يضاهيه، في تمكنه من علم الموسيقى وموسوعية معلوماته، وقد كان من النادر أن تبث الجزيرة قبل 2011 أي شيء عن أي مبدع أو مثقف أو فنان ليبي.
صاحب “المالقى” يعكس تيارا ثقافيا يراد منه الترويج لانحطاط الفن الليبي بعد مرحلة الحرب، وتفريغه من رسالته الإيجابية التي كان من المفترض أن يبشر بها، وهي نشر قيم الجمال والحب والتسامح والمصالحة، ووقوفه إلى جانب المقهورين، وضحايا الحرب الأهلية، ومن هم في قاع المجتمع، وقد رأينا كيف أعلن هذا التيار الفني الهابط عن نفسه، في كل من العراق والصومال وأفغانستان بعد الحروب التي اشتعلت في هذه البلدان، فكلما انتهت حرب ما، خرج مقاولو وسمامرة الفكر والثقافة والإعلام والفنون برعاية هذه الدول أو القوى التي تنتج وتؤجج الحروب في بؤر الصراعات، يبحثون عن وجوه جديدة في الفن والثقافة تناسب المرحلة الجديدة بكل بؤسها الفكري، وتحمي قيمها وثقافتها، كما تحمي مصالحهم السياسية والدينية والحزبية، التي يقاتلون من أجلها.
أعتقد أنهم في ليبيا بحثوا عن سيدة ليبيه تؤدي دور “البرتقاله” العراقية فلم يجدوا، فوجدوا ضالتهم في ظهور هذا الشاب في الوقت المناسب.
ولازلنا إلى وقت قريب نذكر كيف تم تحويل الصورة النمطية للماجدات العراقيات اللواتي برزت منهن عالمات وقاضيات ومهندسات، إلى شال شفاف يترنح في هذه الفضائيات الساقطة.
إن تدمير الذائقه الفنية الراقيه للشعوب بعد الحرب، وتدمير النسيج الاجتماعي والثقافي والديني لها، هو شأن اختص به إعلام مابعد الحروب، وعادة مايكون هذا الإعلام مملوكا للعدو نفسه الذي ساهم في إشعال هذه الحروب، وغذاها بالمال والسلاح.

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :