وصلنا إلى مرحلة الأشتياق

وصلنا إلى مرحلة الأشتياق

  • أحمد التواتي

ربيعاً ولكن ليس ربيعا و خريفاً ولكن ليس خريفا و صيفاً ولكن ليس صيفا و شتاءً ولكن ليس شتاءً كل هذه التغيرات التي نعيشها في واقعنا ذات يوم ذهبت إلى بلد ما عندما أخرجت لهم جواز سفري قالوا أنت فلان؟ قلت نعم قالو هل أتيت إلى هذه البلاد من قبل؟ قلت نعم هذا جوازي في حوزتكم يمكن أن تروه قالوا لي أجب فقط قلت أتيت العديد من المرات وذهبت إلى مكان ما قالوا لي اذهب وقِف جانبا ذهبت بكل أريحية وكنت صامتا وهادئا وبعدها أتى إلي شخص آخر من الشرطة أعاد إليّ نفس السؤال هل أنت فلان؟ أجبت نعم قال لي ماذا لديك هنا؟ قلت لدي بعض الحاجة هنا قلت له ماذا هناك قال هناك أمر يجب التحقق منه قال تعال معي ذهبت معه وأجد نفسي أمام مكتب الشرطة في المطار قال قف هنا لا تدخل وقفت أمام الباب أنتظر. ذهب ذلك الشخص واستلمني شخص آخر قلت له ماذا هناك ولم أفهم أي شيء قال لي اصمت وقف جانبا وقفت ولم أقل أي شي هناك بعض الزملاء ولم يفهموا أي شيء واستغربوا أرادوا أن يتدخلوا و لكن قالوا لهم ليس هناك أي شيء اذهبوا زميلكم سوف يأتي وراءكم هناك منهم من لم يرد الذهاب لأنهم لم ثتقوا في كلامهم وأرادوا البقاء قالوا لهم اذهبوا ألم تسمعوا ما نقول بكل حدة اضطرو لأن يذهبوا ولكن بقوا بعيدا يشاهدون المشهد هناك بقيت أنتظر أمام مكتب الشرطة ولم أفهم أي شيء وهناك خرج ذلك الشرطي قال لي ما اسم أمك قلت فلانة دوّن ذلك ثم قال لي اذهب هنا فهمت أنهم اشتبهوا أنا هنا في موضع اتهام جلست على مقاعد الانتظار أمام المكتب وجدت العديد من الأشخاص في جانبي تحدث معي شخص قال لي لا تقل إنهم اشتبهوا بك قلت نعم قال لي أنا أيضا وبعدها أتى شخص آخر ولكنه كبير في السن ومريض قلت له أنت أيضا قال نعم هناك تشابه في الأسماء والغريب أن جلهم ليبيون، أتى شرطي وقال لي تعال فذهبت وقال كم تملك من المال قلت عشرون دينارا قال فقط فقط قلت نعم قال أنت أتيت إلى هنا ومتأكد أنك تملك عملة دولار أو يورو قلت له لا أملك أي عملة وقال لي إلى أين أنت ذاهب؟ قلت له إلى منطقة سياحية قال لا أعرف تلك المنطقة قلت تلك المنطقة معروفة في بلادكم قال لي لا أعرفها هنا عرفت أنه شرطي ماكر فكرر نفس السؤال أين تلك المنطقة فلم أجب قال أين نحن الآن هنا منعت بأن أجيبه فقال ألم تسمع ما أقول أجب وكان يسأل بكل حدة أجبت عليه قال اذهب واجلس في مكانك فذهبت قال لي شخص في جانبي ألم تفهم ما يقصد ذلك الشرطي عندما سألك كان يريد بعض المال قلت له فهمت ماذا يريد وأنا لدي بعض المال ولكن لن أعطيه أي شيء لأن تلك رشوة وإذا أعطيته سأكون قد ساعدته في ذلك. بعد ذلك أتى شرطي واستدعى شخصا آخر وقام بإدخاله إلى المكتب وبعد دقائق خرج ذلك الشخص قلت له لا تقل لي إنك أعطيته بعض المال قال نعم لأني تعبت من الانتظار طويلا وسوف يدخلني فورا في فترة من الفترات قام بإرجاعي إلى ليبيا وأنا لا أريد العودة تعبت تعبت لم تفت إلا دقائق قليلة رأيت ذلك الشرطي خرج وذهب بعيدا قلت لذلك الشخص أليس ذلك الشرطي الذي أعطيته بعض المال قال نعم قلت له ضحك عليك وخرج لماذا أعطيته المال انصدم ولم يستطع قول أي شيء وبعد أربع ساعات قاموا بإدخالنا جميعا ولم أستطع فهم أي شيء مما حدث رأيت العديد من الليبيين يعانون وتحدث إلي بعض منهم، شاب مريض مع والدته ولاتعرف ما تفعل من أجله وشاب آخر مع زوجته ومشكلة أن زوجته في أحشائها جنين ويبدو أنها قاربت على الولادة تكاد أن تفقد صبرها ولم تستطع أن تقف وتمشي بدأت كأنها تفقد وعيها وشخص آخر تم التحقيق معه وقال لا أريد البقاء أريد العودة أريد جواز سفري وآخر لديه كسر في الساق قال لا أريد شيئا إلا دوائي كلها معاناة لأنك من ليبيا آه يالا القهر ولا أستطيع قول كل ماجرى معهم أصبح الناس في ليبيا ينتظرون بفارغ الصبر لحظة الخروج وعندما يخرج ينصدم ويجد نفسه مشبوها قلنا بعد التغيير يتحسن الوضع نحو الأفضل وانفتحت لنا آفاق جديدة وهنا تبقى الصدمة، تشابه في الشخصيات والارتشاء المادي ويقولون لك أنت شخص ربما مدان في أمر ما وعندما تسأل ماالأمر لن يتيحوا لك فرصة الحديث. في هذه المقالة قلت أن اشتكي لوطني معاناتنا لأنه هو درعنا المنيع الذي لانشعر بالأمان إلا به أرسلنا للوطن شكوانا وقلنا سندنا هو وطننا ليبيا طاله الرد وذهبت الأيام ولم نسمع أي رد وعدنا ذات يوم بكل شموخ ووجدنا أنفسنا في موضع اشتباه.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :