وكسرت الموسيقى الحواجز !

وكسرت الموسيقى الحواجز !

  • أ :: فريدة الحجاجي

وصلت فرقة الاوركسترا الشعبية الايطالية الى مطار طرابلس العالمي في الموعد، ومنه الى الهوتيل .. ومن هناك في جولة سياحية في وسط المدينة بصحبة مرافقين كنا قد كلفناهم بهذه المهمة .. في الوقت الذي كنا فيه على تواصل مستمر مع مصراته استعداداً للأمسية الموسيقيةووجدت نفسي اغرق في مناقشة تفاصيل انواع الميكرفونات ومكبرات الصوت بل وتحديد موقع كل فرد من الفرقة على خشبة المسرح حسب نوع آلته الموسيقية وما الى ذلك من امور تقنية فنية لم تكن تخطر لي على بال !في صباح اليوم التالي انطلقت بنا الحافلة من جديد باتجاه مدينة مصراته مع اعضاء الفرقة الخمسة وآلاتهم الموسيقية ، وعند وصولنا اتجهنا مباشرة الى المسرح البلدي حيث وجدناه كخلية نحل .. الكل منهمك في اعداد المسرح وتركيب المعدات وبوسترات الجهات الراعية وهى الاتحاد الاوروبي ومعرض السقيفة للفنون والمعهد الثقافي الايطالي وآركنو للاداب والفنون، وكانت الصحافة قد سبقتنا للمكان لتغطية الحدث وسعدتُ كثيراً في مقابلاتي مع الصحافيين بالحديث عن احتياج الناس للخروج من اجواء الحرب وفي دور الفنون في استعادة التفاؤل والبهجة لحياتهم ..مرّ الوقت سريعاً بين الاستعدادات وآخر التدريبات، فاتجهنا الى الهوتيل المخصص لاستضافتنا والذي حرصت ادارته والموظفين به على استقبالنا بكل حفاوة وتخصيص حجرات لنا بها كل اسباب الراحة، وفي خلال اقل من ساعة كنا قد جهزنا أنفسنا للامسية وعدنا الى المسرح مجدداً وكان قد امتلأ تماماً بالحضور لدرجة ان الكثيرين قد اضطروا للبقاء وقوفاً طيلة مدة العرض !في بداية الحفل قمتُ مع مدير المعهد الثقافي الايطالي بتقديم الفرقة الايطالية للجمهور، تبعته وصلة موسيقية جميلة للغاية من باقة من العازفين الشبان الليبيين بمشاركة ايطالية، وبعدها بدأ العرض الايطالي الذي قال عنه احد الصحافيين في مقاله عن الحدث : لقد نجحت الفرقة الايطالية في كسر الحواجز بين خشبة المسرح ومدرج الجمهور ولم تكن اللغة الايطالية حاجزاً أمام الاستمتاع بالالحان والاغاني !والحقيقة ان تفاعل الجمهور كان أكثر من رائع ..وعبارات الشكر والاستحسان والامتنان التي وصلتنا من جميع الاطراف كانت رائعة هي ايضاً دشنتها الهدايا من المشغولات التقليدية المصراتية التي قُدمت لنا في ختام الحفل ،،ومبادرات مثل هذه الامسية هي من افضل الطرق التي تعمل على ربط العلاقات بين الشعوب عن طريق المشاركة الثقافية والفنية بل والانسانية بعيداً عن السياسة والمصالح الاقتصادية ومناطق النفوذ.. وهذا ما اتمنى ان نوليه الاهتمام في المرحلة القادمة ،،كانت الساعة قد بلغت الواحدة صباحاً عندما جلسنا على طاولة العشاء وكان الارهاق قد فعل فعله فلم استطع تناول الا بعض الفاكهة ولكنه كان تعباً ممزوجاً بالكثير من الرضى والارتياح ولله الحمد !في الصباح الباكر بعد احتساء فنجان قهوة “على الطاير” شددنا الرحال الى عروس البحر ولكن كانت هناك محطة اخرى في الطريق في انتظار ضيوفنا ،،وللحديث بقية …

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :