- محمود السوكني
يجب أن نعترف أن الوضع السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية لا يشغل بالنا نحن فقط ، بل يشغل إهتمام العالم بأسره ، ولعلنا نلاحظ الإنقلاب المدوي الذي احدثه فوز مرشح الحزب الجمهوري “دونالد ترامب” الذي بدأ ولايته الثانية قبل أن تبدأ ، ولم يجانبه الصواب عندما قال بعنجهيته المعروفة أنه كان وراء إتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والكيان الصهيوني ، وأنه لولا إختياره رئيساً لأمريكا لما تم أطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس قبل حتى دخوله البيت الأبيض!
وهو الذي وعد بإنهاء الحرب الأوكرانية/الروسية التي (ما كانت لتحدث في عهده) !
وفور إستلامه لمهامه ، قام ترامب بإصدار مجموعة من القرارات تجاوزت المائة قرار ، كلها فرقعات أحدثت صداها في ارجاء الأرض ؛ منها على سبيل المثال ، الإنسحاب من منظمة الصحة العالمية !!
وكذلك الإنسحاب من إتفاقية باريس للمناخ ، وإحياء مشروع السور الخرساني على حدود المكسيك وتغيير تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا ، و إلغاء مجموعة من القرارات التنفيذية للإدارة السابقة منها ما يخص العقوبات التي فرضت على المستوطنين الهمج في الأراضي المحتلة ومنها ما يتعلق بالحقوق التي منحت للمثليين مع التأكيد على الإعتراف بجنسين لا ثالث لهما الذكورة والأنوثة فقط ، كما تضمنت القرارات التشديد في منح الجنسية الأمريكية للمواليد هناك ، إلى جانب زيادة معدل الضرائب على الواردات والتهديد بزيادتها إلى 25% بالنسبة لكندا حتى تدعن وتنضم إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتصبح جزءً منها !!
إلى جانب حزمة القرارات التي وقعها في الليلة الأولى قبل أن تطأ قدماه البيت الأبيض ، شدد في كلمته أمام أنصاره بأنه عازم على شراء أو ضم قناة بنما غرينلاند ولو بالقوة المسلحة !
ولاية دونالد ترامب الثانية لا ثالثة لها ، لكنها أربع سنوات مزعجة ستكون صداعاً على الجميع ؛ يقول الرئيس الأمريكي بكل ثقة وفي مزاح ثقيل ، أن السعودية كانت وجهته الأولى في بداية ولايته الأولى وقد عاد منها بعقود تبلغ 450 مليار دولار ، وهو على إستعداد لتكرار التجربة إذا ضمن إبرام عقود بزيادة 50 مليار عن المرة السابقة !
فيما يرى البعض أن الحرائق التي إلتهمت منازل سكان لوس انجلوس في أمريكا وتسببت في خسائر فادحة تصل في مجموعها إلى مئات المليارات من الدولارات ، يجب أن تتكفل دول الخليج بتغطية نفقاتها (!) تأسيساً على أن أمريكا تضطلع بحماية حدود بلدانها كما يقول الرئيس ترامب !