وَنِصْف

وَنِصْف

شعر : فاطمة الزهراء اعموم

أَنَا نِصْفُ هَذَا الْجَمَالِ الْبَدِيع

أَنَا كُلُّ هَذَا الْجَمَالِ الْبَدِيع

أَنَا إنْ مَشَيْتُ عَلَى شُرْفَةِ الْحُبَّ

مَاتَت فراشاتُ هَذَا الرَّبِيع

أَنَا امْرَأَةٌ مِنْ غُبَارِ السِّنِين

أَنَا كِليُوبتْرا

أَنَا سَنْدرِيلا

أَنَا شَهْرزَاد

أَقُصّ الحكايا لَعَلّ الأَمير يَنَام

وَ يُشْرِقُ يومٌ…

لِكَي اُشْتُرِي فِيهِ عُمْرًا جَدِيدًا

وَقَلْبًا رَضِيعْ..

أَنَا فُلَّةٌ رُغْمَ أَنْفِ الْجَمِيع…..

تمائم أُمِّي ترافقني…

كُلَّمَا ضعت شيئًا قَلِيلًا عَنْ الدَّرْبِ

تُلْهِمُنِي…

وَرَجَعَت رُجُوعًا سَرِيعًا…

إذا ضَاع قلبي

تَقْرَأُ شَيْئًا مِنْ الذِّكْرِ فَوْقَ جَبِينِي

إذَا مَا أَتَانِي الْمَخَاضُ

تهزُّ عَلَى جِذْعِ نَخلَتِها

تحتويني…

كُلَّمَا تَعْجِن مِلْح يَدَيْهَا

رَغِيفًا لتطعمني…

فريحان أُمِّي حِكَايَة حُبّ

ورَحْمات رَبّ

وَدِين أعانقه فِي يَقِينِي…

نِسَاء بِلَادِي حِكَايَة عِشْقٍ

أَمِيرُهَا ضَائِع…

نِسَاء بِلَادِي فُتاتٌ صَغِيرٌ

أُحَاوِل تَجمِيعَهُ بِالْأَصَابِع..

فَتَأْتِي رِيَاح صغيرة..

وتنثره فِي الْمَكَان

فيسكنني الْحُزْنُ

دُون مُنَازِع..

نِسَاء بِلَادِي سَلَامٌ سَلَامٌ

عَلَى الثائرات

تَرْكَن الْمَضَاجِع..

إذا جَار هَذَا الزَّمَانِ

يَضَعْن زُهُورًا وعطرا..

وَ يَمْلأْنَ جَوَّ الْمَكَان عَبِيرًا وَصَبْرًا..

سَلَامِي عَلَيْهِنّ سِرًّا وَجَهَرَا..

سَلَامِي إلَى الصابرات

عَلَى التافهين..

عَلَى الْحَامِلَات بأرحامِهِنَّ

جُنُود الْبِلَاد جَنِينًا جَنِين..

سَلَامِي إلَى العاملات

ليطعمن أَشْبَاهَهُنَّ الرَّجالَ…

سَلَامِي عَلَيْهِنّ

كَيْف خُلِقْن بِمَاءٍ وَطِين..

سَلَامِي عَلَى الواقفات برغم الْمِحَن

و يضفرن شَيْبًا لِأَوْلَادِهِنّ..

و يفرشن شَوْكًا إذا  جَاء لِصّ

لأزهارهن…

و يقضمن قَلْبًا

ويشربن صَبْرًا

إذَا جعن حِين

سَلَام سَلَام…..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :