يا أيها السادة

يا أيها السادة

يكتبه :: عمر الطاهر

يا من سكنتم في مساكن الذين من قبلكم  لتحررونا ، ليس سوى الظلم و الظلام ، يا قادة الثورة الكبرى في بلادي ، لليالي الحرية ، ليس إلا الانتقام . يا من حرضتم على القتل و النهب و السلب و الحرق و التدمير ، و قسمتم الشعب إلى ثوار و أزلام . يا من جعلتم المواطن شريدا في وطنه ، مطرودا من داره ، محروما مِنَ رزقه و من القهر لا ينام و المرتب الخجول يأتي حيناً ، و حيناً لا يأتي , يخذلنا حين النوائب و موسم المدارس و الأعياد و شهر الصيام  , يا أيها الذين تناسلت أموالهم في بضع سنين ، فتكاثرت كذنوبهم و أذنابهم , يا من تناسيتم حال المواطن الجنوبي و الجنوب برمته إلا في حقول النفط و ضخ المياه نحو الشمال ، الشعب خراف تذبح كل يوم ، باسم الدين و الوطن و من اجل القبيلة ، و حشرجة كفحيح الأفاعي :تهمس في تؤدة و حياء ( دم الشهداء ما يمشيش هباء) . يا أبها السادة الكرام  , أنا المواطن الجريح ، و الجرح عزة موطني وأنا النازف دمي و كرامتي و أنا  النازح و المهجر و المهاجر كرها , حلم الأطفال أصبح خبزا و دواء و كساء يقيهم البرد في ليل الشتاء ’ يا من يمنون علينا بسلال الغذاء من قمامة الخليج ، كان وطني يعج بالحجيج و كانت بلادي قبل مجدك يا جضران ، بلاد الفرسان و الخيل و السروج , يا أيها الذين لا يعلمون بان اليد شاخت من خجلها ، تدخل الجيوب الخاوية و تخرج مفلسة خالية بكل سوء , يا أيها السادة : يا لكم من سادة ذلت بهم الأوطان و استحى الزمن من ذكر حاضرهم , يا لكم من هم جثم على صدورنا و على بلادنا كجائحة لعينة ما لها من دواء يا لهذا البلاء العظيم ، اللهم ارفع غضبك و مقتك عنا ، اللهم ارفع عنا هذا البلاء ، يا من زعمتم أنكم ساسة ، ما هكذا السياسة يا ليتكم تركتم البنيان من أساسه ، و الوطنية يا ساسه ، ما كانت رداء ، يا أيها السادة خنتم الأمانة ، و نقضتم العهد ، و دخلتم التاريخ من أوسخ أبوابه ، يا أيها السادة ظلمتمونا و ظلمتم أنفسكم ، تقبلوا تعازينا فينا ’ فالوطن بجهالتكم خيمة عزاء .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :