بقلم :: عبد القادر الزروق
هذا مما كنّا نخاف .. نحن مع مَن يا جماعة ؟ ..
قلنا نحن جزء من ليبيا ، و بالتالي يجب أن تكون أولويتنا هي مصلحة و إستقرار ليبيا و وحدتها قولاً و عملاً و لكن للأسف البعض منّا لا يرىٰ أبعد من تحت أقدامه و لم يراع إلا مآربه الخاصة جداً معتقداً إن اللسان يطهر الجثة ، و لكن هيهات ..
تمنينا أن نتجه للمصالحة الداخلية فيما بيننا و أن نخرج من بابٍ واحد و أن نعتصم بحبل الله جميعاً و لا نتفرق فنضعف و تذهب ريحنا و لكن للأسف لم نرإلا التشرذم و لم نجنِ إلا التمزق فصرنا شيعاً و أحزاباً محكومٌ فينا عن بعدٍ و نحن لا نملك من أمرنا شيئاً
كان بودّنا أن يكون المجلس الإجتماعي مجلساً إجتماعياً لأهالي المنطقة يلجأ إلى تقاليدنا و عاداتنا و أعرافنا المنبثقة من ديننا الحنيف لإعادة اللحمة ونشر الوئام و الإصلاح بين الأهالي ، خصوصاً في غياب الدولة الوطنية و أن لا يمارس السياسة المنحازة لطرفٍ من أطراف الصراع و لكن هذا لم يحصل و هكذا خسر الإجتماعي جزءاً كبيراً و مهماً من مكونه و أرتقىٰ أفراده مرتقىً صعباً لم يستطيعوا معه تسيير دفة المركب في الإتجاه الصحيح فعاندته الرياح و تقاذفته الأمواج و احتار في الوصول إلى شاطئ الأمان
كان مطلبنا أن نتحاور فيما ينفع و يضر و نتناقش بصراحة تامّة و شفافية كاملة و نطرح كل شئ على الطاولة و لا نترك شيئاً تحتها ، و لكن للأسف الشارب يختل في المرقة و المرقة تختل في الشارب .. و أصبحت المرقة من نصيب شاربٍ آخر و أصبح شاربنا يلوك الريح ؛ و مَن يمسك الريح يا ترىٰ ؟ ..
لم يعجبنا الجميع و أعتقدنا واهمين بأننا سنقنعهم بما لم نقنع به أنفسنا و أضعنا الفرص تلو الفرص و الزمن تلو الزمن ، حتىٰ جلس كلٌ في مكانه و عُبئ الفراغ و أصبحنا ندور على الأطراف بعيداً بعيدا و لا أحد سيتنازل لنا عن مكانه بحجة وضع اليد ..
تمسكنا بمصطلحاتٍ لا تُسمن و لا تُغني من جوعٍ و لا تستند إلا على الوهم و أضعنا أنفسنا حتىٰ أصبحنا كغثاء السيل كثرة بلا فعل و لا تأثير و أمتهننا الإشاعة و تلويك المستحيل و لم نقدِّم بديلاً مقنعاً للورىٰ إلى أن وقع الفأس في الرأس .. ندمنا أم لم نندم لن يفيدنا ذلك في شئ .. تمنينا أن ترجع عقارب الساعة للوراء لنعد العدة أم لم نتمنىٰ ذلك ، فلن يعود الزمن الضائع ..
أصبحت الخيارات محدودة أمامنا الآن إن لم تكن معدومةً أصلاً .. لم نترك لأنفسنا مجالاً للمناورة و هذا ما كنّا نخاف ، و هو ما حصل فعلاً .. أصعب شئ في هذه الحياة أن تفقد خياراتك أو حتىٰ تكون خياراتك محدودة .. عندها تكون مفعولاً به مضروباً بالجزمة و الفاعل ضاربٌ ظاهرٌ غير مستتر و هو مَن أعد العدة و أشترىٰ عتاد الحرب ..
يا أيها الإجتماعي لقد عجزت أن تدفن سوأة التقسيم التركي ، و الذي أرتميت عليه لتعلق على شماعته فشلك الذريع و لتورط الناس في ورطةٍ جديدة لا فبراير لهم فيها و لا سبتمبر .. لن نذكرك بخير أيها الإجتماعي و لن يذكرك التاريخ .. كيف تتولىٰ أمرنا غصباً عنّا و لم تخش الله فينا .. هل هو قصورٌ أم تقصيرٌ يا ترىٰ .. في هذه أو تلك عقدتها بأيديك فحلّها بأسنانك ..