بقلم :: سالم الهمالي
ليس فقط حرارة الطقس التي ارتفعت في إنجلترا، بل حتى حمى الكورة تشهد ارتفاعا استثنائي غير مسبوق. اليوم، تقول مؤشرات الرأي ان أكثر من ثلاثين (٣٠) مليون سوف يتابعون مباراة فريقهم في دوري ربع النهائي فيّ دورة كأس العالم مع السويد. خلال المبارة ستخلو الشوارع والأسواق التجارية من اي حركة، والكل ينتظر النتيجة المأمولة بالفوز والعبور الى نصف النهائي.
يدرك الانجليز ان فريقهم ليس الأفضل من بين المشاركين في الدورة، لكن ذلك لا يمنعهم من الاعتقاد الجازم ان مسار هذه الدورة يَصْب في صالحهم، خصوصا ان القرعة أزاحت الفرق الكبيرة عن طريقهم واسقطتهم الواحد بعد الآخر.
حتى الآن، تغلبوا على خوفهم الرعابي من ضربات الجزاء، وتمكن مهاجمهم الابرز (كين) من احراز اكبر عدد من الأهداف الفردية، وربما لا شيء آخر غير ذلك!!
الفارق هذه المرة، هو فيما أظن ان المدرب إنسان (عاقل)، متواضع ولا يعاني من عقد نفسية تجعله يظن انهم اكبر من الكون. يقول: انا أسعى بكل ما أستطيع لتحقيق الفوز، ولكن اللاعبين هم من يفعله على ارض الميدان. وأدرك اننا لسنا استثنائيين، ولكن هذه الفرصة قد لا تأتي مرة أخرى. لاعبي فريقي صغار في السن، وأمامهم مستقبل زاهر، سيكون أفضل اذا حققوا البطولة. اريد من الجمهور الانجليزي في كل مكان ان يدعمنا، فنحن نعمل من اجلكم!!
كأس العالم، الذي اصبح التنافس عليه أوربيًا خالصا، يفتح أمامنا فرصة للتفكير للنهوض من الكبوات. على سبيل المثال كرواتيا، التي لا يتجاوز عدد سكانها الأربعة ملايين بقليل وعلى مساحة خمسين الف كيلومتر مربع، اثبتت استحقاقها بجدارة، لتعزز من مكانتها بين دول العالم، وهي الحديثة التي أنشئت في تسعينيات القرن الماضي. أما بلجيكا، فيمكن القول ان روح الفريق من قائد الأوركسترا (هازاد) الى الدبابة المجنزرة (لوكاكا) وبحارسهم العملاق، اعطونا مثال فيما يمكن ان يحققه العمل الجماعي في اتجاه واحد، الفوز الكاسح.
الديوك الفرنسية، اصبحت ظاهرة لا يمكن إغفالها، بعصارة القارة الافريقية أنتجوا الطاقة، وبجهود لاعبيها ينافسون على الكأس. وتبقى السويد، بلد (الفولفو)، محرك متين وموثوق، لكن بانتشار محدود.
البعض يقول ان اضعف فرق هذه الدورة هو الروسي – السعودية ليست في الحسبان – لكن أداءهم حتى الآن مكنهم من دخول ربع النهائي، ينتظرون ما يخطط له الكرواتيون، الذين يتوعدونهم بما صنع الحداد.
هل سيفرح الانجليز، ويقولون:
الكورة روحت ……… لا ادري؟!