رسالة إلي مديرة “مدرسة بنات”

رسالة إلي مديرة “مدرسة بنات”

  • اعداد _فاطمة عبدالرحمن

تتحمل الإدارة المدرسية عبء تسيير دفة المدرسة ، فهي الموجه الأول وعليها مسئولية عظيمة وجسيمة ، وتقف في الصف الأول مديرة المدرسة بما حملته من مسئوليات تعليمية وتربوية وإشرافية … فهي أمانة عظيمة ستسأل عنها في الدنيا والآخرة.

قال r : «إنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها وأدى الذي عليه فيها»، رواه مسلم.

نعم إنها أمانة: فهي أمانة ملقاة على عاتقها (ابتداء من المساعدة إلى المعلمات إلى الطالبات إلى المستخدمات إلى حارس المدرسة). وكل واحدة من هؤلاء مسئولة عنها وعن واجباتها وإحسانها وتقصيرها … مسئولة عنهم جميعاً في الدنيا أمام الجهات المسئولة ، وفي الآخرة أمام الله عز وجل . لما تزوج سلمان الفارسي – رضي الله عنه – امرأة غنية من (كِنْده) جلبت معها خادم ، قال : من هذا؟ قال : خادم ، قال : لا أريد أن أتحمل أكثر من أمانة واحدة (يعني زوجته فقط).

وليس مما سبق أعني التنفير من تحمل المسؤولية والهرب منها.. بل إني أهيب بالأخوات الصالحات اللاتي يمتزن بالحكمة والسياسة أن يُقدمن على مسئوليات الإدارة … فهناك أجر عظيم لمن أداها على الوجه الذي يرضي الله سبحانه ، فقد قال r : «أهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط موفق ، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ، وعفيف متعفف ذو عيال» رواه مسلم .

ذو سلطان : أي تسلطن بالولاية في شيء من أمور المسلمين .

 مقسط : عادل . موفق : أي لمراضي الله سبحانه وتعالى من امتثال أوامره واجتنابه مناهيه.اهـ.

ومن مسئولياتها التي يجب الوفاء بها والحرص عليها: الجمع بين الحزم واللين ، كل في موضعه ، واحترام وتقدير (المعلمات والإداريات) وكسب ودهن والبعد عن التجريح وخصوصا أمام الطالبات ، وأخذ المشورة والرأي وعدم الاستبداد بالرأي امتثالا لقوله تعالى: ]وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ[ ، والعدل مع الجميع ، وتوزيع المسئوليات على أهلها دون النظر إلى قوة شخصية المعلمة أو قرابتها ، وعدم التهاون مع المعلمة المقصرة في عملها والاهتمام بتوزيع الحصص بما يلائم المادة فلا تكون حصص الدين هي الأخيرة دائما، والتحقق من كل ما تسمع قبل إصدار الأحكام ، وأن لا تلازم مكتبها وتوكل أمر المدرسة إلى المساعدة وغيرها ، وعدم التساهل بالخروج من المدرسة أثناء الدوام لقضاء حوائجها الشخصية مما يؤدي إلى إثارة الفوضى في أرجاء المدرسة ،

وعليها  وهي القدوة عدم المبالغة والإسراف في الزينة واللباس ، والاهتمام بالطالبات وملاحظتهن في الحجاب والستر والحشمة ، فإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، والتفتيش الدائم على  الطالبات وعدم التساهل معهن في (المحرمات) و(الممنوعات) ، وتشجيع الندوات والمحاضرات والحرص على حضورها مع جميع المعلمات والطالبات ، والقدوة في اللباس والحجاب والمظهر ، ومن الأخطاء التي تظهر على القدوة:مثلا:

أن تأمر الطالبات بتقليم أظافرهن وتترك لأظافرها العنان ، فتصبح مدعاة للاستهجان والسخرية:

يا أيها الرجل المعلم غيره

 
  هلا لنفسك كان ذا التعليم

أبدأ بنفسك فانهها عن غيها

 
  فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

وهي إن لم تأمرهن فقد فرطت في أداء الأمانة وسيكون حال المجتمع كما قال الشاعر:

إذا كان رب البيت بالدف ضارباً

 
  فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

ومن مسؤولياتها: السرية في العمل: فلا تنشر أسرار الموظفات اللاتي أبحن لها لتعذرهن في التغيب، أو التأخر عن الدوام ، وكذلك لو حدث تحقيق مع إحدى الموظفات أو الطالبات ففحوى التحقيق لا تنشر بين الزميلات.

ختاما:-  يا من حملت أمانة التعليم … سنوات تمضي من عمرك تمر مر السحاب ثم ها أنت تعودين إلى المنزل قد تركت مهنة التعليم … فلا تكن تلك السنوات الماضية هباء منشورا أوزارا على ظهرك ، بل استفيدي من وجودك في هذه السنوات معلمة ومربية تنالي بذلك خيري الدنيا والآخرة.

نريدك ويريدك أهل الإسلام أن تكوني معلمة متميزة لك سهام من الخير في تعليم وتربية بنات المسلمين ونصرة هذا الدين…

وفقك الله لهداه وجعل علمك وعملك ودعوتك حجة لك لا عليك ، والحمد لله رب العالمين.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :