- الشاذلي القرواشي
في غَفْوَةِ الْمَاءِ كَمْ آنًسَتُ مِنْ قَمَرٍ
وَلَاحَ لِـــي فِـــي شُـــرُودِ الْمَـــــاءِ مُنْفَلَقُ
هُنَاكَ حَيْثُ أرَى الْأَشْيَاءَ مُعْجِزَةً
سَمَيَّتُ مَوْجًا بَدَا في الْعَيْنِ يَفْتَرِقُ
وَلَاحَ لي أَلْفُ وَجْهٍ كُــــــنْتُ أبْـــصِـــرُهُ
بِمُهْجَةِ الرُّوحِ حِينَ الْقَلْبُ يَحْتَرِقُ
مُسْتَمْسِكٌ بِشُعَاعِ النُّورِ مِنْ أمَدٍ
مَــنْ قَـــــالَ إنّي إِلَـــى الْأَطْيَانِ أنْـــزَلِقُ
لَا تَـــقْـــــرَبُوا الـــرُّوحَ وَالْأوتَـــــارُ مُــرهِفَـةٌ
قَدْ يَعْزِفُ الْقَلْبُ وَالْأَكْوَانُ تَنْدَلِقُ
هَـــلْ نَــــــأمَــــنُ الــــرِّيحَ وَالْأنْــــــوَاءُ كَـاذِبَــــــةٌ
وَالشِّعْرُ غَوْرٌ وَكَمْ في الْخَلْقِ مَنْ غَرقُوا
شَيَّعْتُ رُوحِي بَدَتْ في الْقَبْرِ ضَاحِكَةً
وَلَـــفَّـــــهَا الـــنُّــــورُ وَالأطْيَــــارُ وَالــــحَـــــــــــبَقُ
لَا تَنْتَحِبْ عِنْدَ ذَاكَ الْلَّحْدِ يَا وَلَدِي
مَوْتَى هُنَا صَوْبَ أرْضِ اللهِ نَسْتَبِقُ
نَحْيَا.. وَكُــلُّ مَدًى في الْأَرْضِ مَقْبَرَةٌ
بِأيِّ أرْضٍ تُــــــرَى يَـــــا نَجْمَتِي نَـــثِــــــقُ؟
هَلْ جَاءَ نُوحٌ وَذَاكَ الْأُفْقُ في يَدِهِ
أَمْ كَانَ يَعْلَمُ مَا يَهْذِي بِهِ الشّفَقُ
كَمْ بَاتَ يَمْشِي عَلى رِمْشِي بِتوؤِدَةٍ
لَعَــلَّ وَهْمًا.. وَإِنْ جَادَتْ بِهِ الْحِدَقُ
وَقَدْ يَعُودُ إلى الْأَفْلَاكِ مُذْ خُلِقَتْ
وَالْعُمْرُ يَعْدُو وَمِنْ أفْرَاسِهِ الْقَلَقُ
أسْتَمْطِرُ الْحَرْفَ وَالْغيْمَاتُ شَارِدَةٌ
وَأسْكُبُ النَّايَ في آهَاتِ مَنْ عَشَقُوا
..وَشَــجَّـــعَــــتْنِي عَــــلَى الْإِتْيَـانِ سُنْبُلَةٌ
في آخِرِ الْحَقْلِ حِينَ الزَّرْعُ يَفْتَرِقُ
فَقَالَ لي الطَّيْرُ خُذْ لَحْمِي لِتَنْثُرَني
بَيْنَ الْجِبَالِ وَنَادِي.. سَوْفَ أنْطَلِقُ
وَجَاءَتِ النَّمْلُ مِنْ أَكْنَافِ مَخْبَئِهَا
وَجِيءَ بِالْجُنْدِ في خُـــطْوَاتِــــهِ يَـــــثـِـــــــقُ
يَمَامَةُ الرُّوحِ هَلْ عَادَتْ بِمُفْرَدِهَا
أمْ أنَّ شَوْقًا بِــهَا قَـــدْ مَـــسـَّــهُ الْــعَبَقُ