أعلن محمد بخاري رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية «أن جيش نيجيريا مدعوماً بجيوش النيجر والكامرون وتشاد المشتركة أصبح يسيطر على غالبية المناطق التي كانت تتحصن فيها حركة بوكو حرام الإرهابية المسلحة».
وأوضح في تصريحات أدلى بها أمس بعد عودته من داكار حيث شارك في منتدى السلم والأمن في إفريقيا «أن القضاء على تنظيم حركة بوكو حرام المسلحة أصبح وشيكاً»، مبرزاً «قلقه إزاء ظهور تنظيمات مسلحة أخرى في نيجيريا لم يكشف عن طبيعتها».
وتأتي تصريحات رئيس نيجيريا، بينما يتسع نطاق التنسيق العسكري والأمني الدولي للقضاء على مسلحي حركة بوكوحرام، حيث تتوقع نيجيريا استلاماً وشيكاً لطائرات حربية وطائرات هليكوبتر كانت قد اشترتها من باكستان وروسيا في إطار جهودها للتصدي لأنشطة الإرهابيين المسلحين.
ويقاتل الجيش النيجيري مسلحي جماعة بوكو حرام المتمردة منذ سبع سنوات في المنطقة الشمالية من البلاد والساعية لإقامة دولة إسلامية هناك، ما أدى لقتل آلاف الأشخاص وتشريد ما يزيد على مليوني لاجئ.
وتواجه حكومة نيجيريا تهديدات في منطقة دلتا النيجر المنتجة للنفط حيث يقوم المسلحون، بشكل متكرر، بتفجير خطوط الأنابيب وهو ما أضر كثيراً بالإيرادات الحكومية حيث تراجع إنتاج النفط بسبب هذه التفجيرات.
وكان وزير الخارجية النيجيري قد أكد في تصريح أخير له «أن الحكومة النيجرية تأمل في موافقة الولايات المتحدة على صفقة لبيع طائرات أمريكية للسلاح الجوي النيجري لتفعيل عمليات قتال مسلحي بوكو حرام، وذلك بعد أن تحسن سجل نيجيريا في مجال حقوق الإنسان بدرجة تكفي لرفع حظر بيع الأسلحة المفروض عليها منذ سنوات».
وحظرت الولايات المتحدة في ظل الحكومة النيجيرية السابقة، بيع الأسلحة لنيجيريا، كما أنهت عمليات تدريب القوات النيجيرية بسبب تقارير تحدثت عن معاملة غير إنسانية لأسرى المتمردين. وأكد المارشال صادق أبو بكر قائد أركان الجيش النيجري في تصريحات صحافية أخيرة «أن ما يزيد على 700 فرد من قواته يخضعون حاليا للتدريب في باكستان والصين والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا ومصر وروسيا والولايات المتحدة ضمن تنسيق عسكري دولي للقضاء على مسلحي بوكو حرام».
هذا وأعلنت القوات الإفريقية المشتركة «أن لواء من قطاعها العسكري رقم 1 يقوم حاليا، بطلب من وزارة الدفاع النيجيرية، بمهمة تمشيط داخل غابة سامبيا الواقعة شمال نيجيريا والتي تشكل الموقع العسكري الأساسي لتجمع مسلحي بوكو حرام».
وتؤكد المعلومات الاستخبارية «أن قائد حركة بوكوحرام أبوبكر شيخو وكبار معاونيه يتحصنون في هذه الغابة محاطين بآلاف الجهاديين المسلحين».
وأوضح بيان للقوات الإفريقية المشتركة «أن مئات من مسلحي الحركة قد قتلوا خلال معركة دارت رحاها الثلاثاء الماضي بين القوات المشتركة ومسلحي الحركة واستخدم فيها الطيران». وتأسست حركة بوكو حرام عام 2002 في ولاية بورنو بشمال نيجيريا لكن الوجود الفعلي للحركة بدأ خلال عام 2004 بعد أن انتقلت إلى ولاية يوبي على الحدود مع النيجر حيث بدأت عملياتها ضد المؤسسات الأمنية والمدنية النيجيرية.
وتسعى الحركة التي يطلق عليها أيضاً اسم «طالبان نيجيريا» إلى منع التعليم الغربي والثقافة الغربية عموماً التي ترى أنها «إفساد للمعتقدات الإسلامية»، وإلى تطبيق الشريعة الإسلامية بمجمل الأراضي النيجيرية بما فيها ولايات الجنوب ذات الأغلبية المسيحية.
وتتكون الحركة أساسًا من الطلبة الذين غادروا مقاعد الدراسة بسبب رفضهم المناهج التربوية الغربية إضافة إلى بعض الناشطين من خارج البلاد على غرار بعض المنتسبين التشاديين. ورغم تقارب النموذج النيجيري مع النموذج الأفغاني لم يعثر على أي دليل قد يؤكد وجود صلة بين بوكو حرام وحركة طالبان الأفغانية. وتستهدف الحركة في عملياتها خصوصاً عناصر الشرطة ومراكز الأمن وكل من يتعاون مع السلطات المحلية.
وقد اغتيل زعيم الحركة محمد يوسف في 30 تموز/ يوليو 2009 بعد ساعات من اعتقاله واحتجازه لدى قوات الأمن وخلفه ابوبكر شيخو على رأس الحركة.
وألقي القبض على يوسف في عملية مطاردة بعد مواجهات مسلحة اندلعت أواخر تموز/ يوليو 2009 في شمال نيجيريا بين عناصر الحركة وقوات الأمن التيجرية وأسفرت حسب تقارير إعلامية عن سقوط مئات القتلى.
نواكشوط – «القدس العربي»: