نظرتي

نظرتي

أ_ سالم أبوخزام

أسقطت كل الأجسام وكل البناءات بليبيا ولم يعد لها أي آثار قانونية نهائيا. مجلس النواب ، هو المستهدف الأول بهذا العمل ، لأنه يمثل الشعب الليبي ومهما كانت به من أخطاء أو مثالب. عندما يقال له مجلس ( عقيلة صالح) لايقصد من غير ذلك غير التقزيم والتقليل وتطويق للدور. يبقى المجلس بروتوكوليا فقط ، يؤدي هذه الأدوار وما أكثرها ! مجلس الدولة (الاستشاري) يبقى بطرابلس للعب دور المعارضة وإجهاض القرارات الهامة المزمع صدورها من مجلس النواب ! كما أنه (مخزن) لائق للاحتفاظ بوظائف مناسبة للسادة العاملين به ، ومورد مالي راقٍ يصرف بلا حساب ، كل العاملين به يستطيعون دعوة الأصدقاء الكرام لاحتساء القهوة والمشروبات وبأماكن محترمة للدولة الليبية وبردهات المكاتب الفخمة إن شئت ! ويمكنهم التعاطي مع الإعلام والقنوات الفضائية متى لزم الأمر. أما السلطة الرهيبة (المجلس الرئاسي) فحدث ولا حرج ، فعندما يجتمع الثلاثي المخضرم على طاولة بثلاثة رؤوس وأكوام المذكرات أمامهم فإنك بلا شك ستقول :”أسمع جعجعة ولا أرى طحينا ” إنها المؤسسة البائسة التي تصدر قرارات بدرجة حرارة (سيبيرية) ودرجة برودتها فاقت الصفر ! ولكن لابأس من الترحال والسفر لأسبانيا وأثيوبيا واليونان بتعويذة إغريقية من (أوكوبولكو) خاصة عندما يتمختر سيادة الرئيس فوق السجاد الأحمر ، وتعزف له الموسيقا الجميلة ذات القرب ، نفخا في الهواء ! كثيرا شاهدناه ، أقصد السيد الرئيس طبعا حاضرا ومشاركا بالمؤتمرات وفي مقدمتها مايتعلق بالبئية !! البئية لأهميتها له ولسلامتها كما يبدو ، كان السيد الرئيس حاضرا وهو ينعم بنوم عميق يغط فيه جراء السفر وطي المسافات الطويلة بطيرانه الخاص وبأجنحته الوادعة. من الحكومة، (الوحدة الوطنية) تنفرد السيدة نجلاء المنقوش بعرض آخر صرعات الملابس والساعات والإكسسوارات والملابس فاحشة الغلاء باللون الوردي والتماشي على السجاد الأحمر ، ويتكفل السادة الأعزاء بحمل حقيبتها (النووية) بالإنابة! ماتقوم به المنقوش نيابة عن حكومة الوحدة الوطنية التي تفرغت لممارسة أراجيف الانتخابات المزمعة والقاعدة الدستورية همهم الشاغل ، للتداول السلمي على السلطة ! كل هذه الأجسام والمسميات أوجدها اتفاق الصخيرات سيء السمعة تحت عنوان الاتفاق السياسي. لا يمكن لأي جسم إصدار قرار مصيري بليبيا دونما اعتراض عليه من غريمه ، هذا ما أوجده الاتفاق السياسي ، لأجل بقاء الدولة ميتة بلا أي حراك ، وهذه حقيقة تصميم الاتفاق السياسي. تبقت حكومة الوحدة الوطنية ، الأداة التنفيذية أو (السوبرباور) بمعرفة مهندسها ورئيسها ، مع مجموعة من الوزراء الفاعلين بقيادة (الدبيبات) من الخلف ، وباقي الوزراء (حنك فوقاني) ! حكومة الدبيبات بشطارة رجل الأعمال مهتم بالقرارات المالية التي تعمل على تجريف المال وبالمليارات دونما شفقة أو رحمة ، ولن يتوقف حتى يصل بالبلاد إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي لنصبح بحقيقة (النفط مقابل الغذاء )!! رئيس حكومة الوحدة الوطنية لايعترف واقعيا بمجلس النواب ، ولامجلس الدولة ، ولا أيضا المجلس الرئاسي. ويلعب بشطارة على عامل الوقت ومعزوفة الانتخابات التي لن تأتي حتى وقت قريب ! سوف لن يكون هناك خلاص لليبيا إلا بجيشها وبقيادة شعبها ، إن الجيش الذي تم بناؤه لايمكن له البقاء والانتظار طويلا مكتوف الأيدي مالم يستجب لشعبه لينقذ بلاده ومواطنيه ! إسقاط الاتفاق السياسي ضرورة ملحة وبناء شرعية شعبية تقوم على مؤتمر تأسيسي يضم كل طوائف الشعب الليبي وألوانه ، ليسترد بلاده ووطنه ويدحر التشكيلات المسلحة بعزيمة وبثمن غالٍ ويستحق التضحيات والفداء !!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :