بقلم :: عمر الطاهر
اختلف العديد منا بتباينٍ تام حول ماحدث في هذا اليوم من التاريخ .
البعض منا سمى ماحدث فيه بثورة شعب على نظام الحكم السائد في البلد منذ عقود ، و اعتبر التاريخ يوم تحرر من سياسة غير راض ٍ عنها في مختلف جوانب الحياة .
و البعض الآخر صنف ماجرى بأنه مؤامرة مخطط لها مسبقا و تم بموجبها خداع الشعب و إسقاط النظام حقق الذين نفذوها مآربهم التي رسموها .
و آخرين مذبذين بين ذلك لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء ، حسب المصالح التي تتراءى لهم بين الفينة و الأخرى .
و أنا ضمن الآخرين الذين نود أن نفهم أولا :
ماهي الأهداف التي أسس عليها هذا الحدث ؟
و ماهي المبادئ التي مات من أجلها من مات و جرح من جرح و أعيق من أعيق و تشوه من تشوه و هجر و نزح و سجن ومن حلت به قارعة أو مسه من خير .
هل تحققت تلك الغايات و تلك الأهداف ؟
هل كانت هي العدل و الحق و الخير و الجمال ؟
و هل نستظل بالعدل في يومنا هذا و نعيش الحق و نستمتع بالخير و نرى مدن الوطن مكللة بالجمال ؟
و هل هي مؤامرة خبيثة انجررنا وراءها ؟
أين كانت عقولنا و ماذا كنا نفعل كل تلك السنين الطويلة إن لم نكن حصنا أنفسنا و شبابنا ضد المؤامرات ؟
لماذا لم نرضعهم الذود عن الوطن و حبه طيلة هذه العقود الطويلة منذ الاستقلال ؟
هل أخطأت الأمم المتحدة بمنح الاستقلال لشعب قاصر يحتاج إلى الوصاية ليبلغ رشده ؟
هل كان الآباء المؤسسون على خطأ حينما سنوا دستورا ظالما تم تعطيله لأنه لا يلبي طموحات هذا الشعب الاستثنائي ؟
هل نحن لم نكن سوى مجتمع من البدو لا يستغني عن شيخ القبيلة ؟
و حينما مات اندثرنا و تفشى أراذلنا في المتاع كالطاعون فأصبحنا فوق الأرض جائحة لعينة تصيب من تشاء بغير حياء ؟
وحوش تنهش بعضها بلا رحمة و بلا هوادة تحرق الخيام و الحقول و كأنها مهاجرة إلى كوكب آخر بلا عودة ؟
كائنات شبيهة بالإنسان تأكل لحمها و تلعق دمها لا توقر الدين و ليس لها قيم و تحيا بلا أخلاق و تهيم في فوق الأرض كالوحوش الشاردة .
آمل أننا بأسرنا لسنا كذلك ، و أننا مثل الشعوب ، منا الصالحون و منا دون ذلك ، و أن التواريخ لا تختصر الأوطان و الشعوب ، و المستقبل سوف ينصف الجميع ، و أحكام الحاضرين لا تمثل إلا وجهات نظرهم و مصالحهم و انعكاسا لأنفسهم .