17 فبراير الذكرى والاختلاف

17 فبراير الذكرى والاختلاف

أبو القاسم الأصفر

ذكرى 17 فبراير تختلف عند الليبيين من شخص لآخر فهذه الحركة او الثورة او الفورة كما اسميها في قرارة نفسي قد اجمع عليها معظم الليبيون في باكورة أيامها كما تفرقوا من حولها الى شتات بعد عقد من الزمان بسبب اختلاف اهوائهم وقناعاتهم فلم يكن الهدف واحد في يوما من الأيام رغم التقاء المصالح المادية الموصلة لتلك الأهداف مما جعل الوسيلة الهامة (المال ) هو الهدف الأهم لتتنافس عليه كل القوى التى أسقطت النظام السابق او كانت السبب في سقوطه فتحولت جل القيم واهمها الدين والوطن الى وسائل للاستحواذ على المال وسلب حقوق الآخرين فمع الزمن انكشفت مختلف الأقنعة وظهرت للعيان بشاعة تلك الوجوه التى اعتقدناها ملائكية في زخم الثورة .

نعم لقد تحققت معظم أهداف من شارك في هذه الثورة وركب الموجة من اجل تحقيقها واهمها الحرية المطلقة وكسب المال المسروق او المنهوب فتكلم في الدين والسياسة من لا يجيد الحوار او المخاطبة وتلفضوا بخطابات سوقية من على منابر دولية وعالمية وتقلد عتاة المجرمين المناصب الحكومية والسياسية ووصل التافهين من الجهلة والسوقة الى تمثيل ليبيا في السفارات والملتقيات الدولية وركب من لا يملك دراجة قبل فبراير أغلى السيارات العالمية ونزل بفنادق الستة نجوم من كان يجوب الصحراء على ظهر بعير اجرب ويبيت في خيمة او كوخ من السعف او الصفيح او حتى في العراء في البرية وتمتع رجال القذافي بما سرقوه من أموال في عهده ولم يجرأوا على إظهارها أمامه خوفا من حسده فهربوا بها او اليها في اوربا ودول الجوار ليصبحوا أمراء في الغربة وهم السبب الرئيس في سقوط ولي نعمتهم وعيشهم اليوم في رفاهية.

لقد حققت ثورة فبراير كل أهداف من شارك فيها وركب موجتها ولم تحقق أهدافها واهداف من امن بتلك الأهداف ومات من اجلها اوعانى ولا يزال يعاني شضف العيش وسوء المعيشة وفقدان العدالة وفرض الأمن والنظام وبناء الدولة العصرية فهؤلاء هم من يحتفلون اليوم بالذكرى وليس بالواقع المرير والمزري الذي تزينه الاعلام لبلد له من الإمكانيات ما يجعله في مصاف الدول المتقدمة علميا وحضاريا واقتصاديا.

الى من يحتفلون بالذكرى وليس بالواقع كل التقدير والاحترام ومزيد من الصبر والتصميم من اجل بناء هذا الوطن والعيش فيه بالعدل والكرامة والتصميم على تطهيره مما شابه من الرذائل والموبيقات وكل عام وأنتم بخير

ابولقاسم الاصفر

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :