17 فبراير

17 فبراير

محمود السوكني

مرت علينا منذ يومين ذكرى 17فبراير بين محتفياً بها وساخطاً عليها وكل له أسبابه ودوافعه ، والمرء يحترم كلا الرأيين ويجد لكليهما عذره فيما جنح إليه ، غير أن جميع الأعذار تسقط أمام مصلحة الوطن ، ومايحدث  الآن من تمزق وتشتت لا يخدم الوطن ولا يحقق مصالحه مهما كانت المبررات إلى جانب أنه اتاح الجو الملائم لنهب  مقدرات الوطن وسرقة ثرواته التي اضحت متاحة لكل دخيل وحتى عابر سبيل،  ناهيك عن أنها لقمة سائغة للجار الجنب وحتى لمن تفصلنا عنه البحار والمحيطات ! ونحن في هذا لا نلوم إلا أنفسنا ، فقد اخذتنا العزة بالإثم واصبحنا نعلق مثالبنا على عهد مضى بدلاً من أن نلتفت لمشاكل حاضرنا ونواجهها بشفافية وصدق مع النفس .

لقد رحل النظام السابق وخطف الموت اغلب رموزه والتاريخ محفوظ ،   أما الوطن فباقًِ وهو الأساس ، فمن ينتمي صدقاً لهذه التربة عليه واجب المحافظة عليها والدفاع عن مصالحها والذوذ على حياضها وهو واجب مقدس لا مناص من أدائه يسأل عليه المرء أمام  خالقه يوم الحساب ، الوطن أمانة تطوق أعناقنا ومن لا يقدر على المحافظة عليه فليعتق رقبته ويغادر غير مأسوف عليه . 

                          لقد عاهدت نفسي أن لا أكتب هذه الأيام إلا في مايخص المؤامرة التي يشهد العالم أحداث  فصولها الجارية على أرض أولى القبلتين ، ولازلت متمسكاً بذلك لخطورة الحدث وفداحة الخطب ، إلا أن مرور ذكرى فبراير ينبهنا على حال الوطن الذي تركناه متاعاً مستباحاً فيما شغلتنا عنه تجادباتنا السياسية وعراكنا المفتعل الذي يؤجج آواره ويشعل نيرانه من له مصلحة في سقوط الوطن وهد أركانه.

الشامتون كُثر ، ممن سرّهم  ما وصل إليه حالنا وساءت فيه أحوالنا ، حتماً لن يرأف أحداً لحالنا سوى من يسكن هذا الوطن الموجوع قلبه وتسري محبته في خلجات فؤاده ويؤمن بأن الله يرى دبيب الخواطر في القلوب .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :