استطلاع رأي حول مدينة سرت كعاصمة إدارية مقترحة لتوحيد الحكومة والمؤسسات الوطنية

استطلاع رأي حول مدينة سرت كعاصمة إدارية مقترحة لتوحيد الحكومة والمؤسسات الوطنية

إعداد: ســـالم الحــريــك

هذا التقرير هو الثاني و يأتي في إطار مبادرة بعنوان ( قياس الرأي العام كوسيلة لعمل استراتيجيات أفضل لبناء السلام ) ضمن مشروع شباب سرت 2020 الذي أشرفت عليه منظمة مسارات للسلام والتنمية بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في ليبيا.

يناير2021

مقدمة:-

يعتبر استطلاع الرأي العام أول أنواع المسحللرأي العام وهو عبارة عن وصف تلخيصي يستهدف التعريف السريع بالرأي العام حول قضية ما قد تكون سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ومعرفة مدى حجم الموافقة والقبول والرفض من قبل الرأي العام تجاه هذه القضية ويعطي هذا النوع من الاستطلاعات نتائج سريعة توضح النسبة المئوية للرفض والقبول وابداء الرأي ويتسم كذلك بالحالية والفورية ولكنه لا يعطي نتائج متعمقة عن اتجاهات الرأي العام تجاه القضية المطروحة لاستطلاع الرأي حولها ونتائج استطلاع الرأي تفيد كل المهتمين من إعلاميين وباحثين ومسؤولين, وتساعدهم في عملية اتخاذ القرارات وصياغة البرامج المختلفة وتحديد الأهداف ,كما أنها توفر كما ضخما من المعلومات النسبية تجاه القضايا التي تم استطلاع رأي بشأنها وبالتالي جاء عنوان المبادرة ” قياس الرأي العام كوسيلة لعمل استراتيجيات أفضل لبناء السلام” من خلال استطلاع رأي الكتروني تم نشره على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك واستهداف عينات عشوائية من مختلف المدن والمناطق الليبية.

فكرة الاستطلاع:-

قد دار في ذهن من قابله الاستطلاع أو قام بالمشاركة فيه أو من سيقرأ نتائجه في هذا التقرير الآن أو من سيقابله أي استطلاع أخرسؤال هام ألا وهو ما هي الجهة المستطلعة، أهي شركة متخصصة بالاستطلاعات، أم مركز أبحاث، أو حملة سياسية، أو مجموعة أخرى؟ هذا هو دائماً السؤال المطروح في البداية.

جاءت فكرة الاستطلاعبعد أن أطلقت منظمة مسارات للسلام والتنمية وهي إحدى منظمات المجتمع المدني في ليبيا وبالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان مشروعاً تحت عنوان شباب سرت 2020 واستهدف المشروع العديد من الفئات داخل المدينة من بينها فئة الإعلاميين حيث كنتُ من بين المشاركين في هذه الفئة.

تخلل المشروع سلسلة من الدورات التدريبية وأختتم بدورة في كيفية كتابة مقترحات المشاريع على أن تتضمن هذه المقترحات استخداماً لوسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها وعلى أن تكون في الإطار والسياق الداعم للسلام والتنمية.

فقدمت مبادرة بعنوان ( قياس الرأي العام كوسيلة لعمل استراتيجيات أفضل لبناء السلام ) والهدف منها هو عمل استطلاع رأي إلكتروني يتم نشره على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك باعتباره يشكل التواجد الأكبر لليبيين على منصات التواصل الاجتماعي وكانت من بين المبادرات التي تم قبولها ودعمها.

المنهجية والأسلوب المتبع في الاستطلاع:-

في كل الأحوال استطلاعات الرأي تعطي أجوبة تقريبية، فكلما زاد حجم العينة كلما زاد ضمان الدقة والثقة في نتائج الاستطلاع نظراً لحجم العينة بالإضافة إلى عشوائية العينة واختيار المشاركين في الاستطلاع وهذا ما أستطيع ضمانه إلى حد بعيد من خلال استمارة استطلاع الكترونية وذلك عن طريق استهدافهم بالإعلانات الممولة كل منطقة جغرافية بمعزل عن المنطقة الأخرى لضمان محدودية الاستهداف والمشاركات من مناطق مختلفة من كافة أرجاء ليبيا حتى أٌغلقت الاستطلاع وقبول المشاركات عند 500 مشاركة و ذلك بعد استبعاد بعض المشاركات المبنية على عشوائية اختياراتها.

وبالتالي كان هذا الاستطلاع وهو الثاني في هذه المبادرة ويستطلع اراء عينة من المجتمع الليبي حول مدينة سرت كعاصمة إدارية مقترحة لتوحيد الحكومة والمؤسسات الوطنية المختلفة.

نتائج الاستطلاع:-

ولنبدأ بالمعلومات والبيانات الشخصية بشكل عام حيث كانت على النحوالتالي :-

من حيث التنوع في المشاركة بين الجنسين من بين اجمالي 500 مشاركة في الاستطلاع بلغت نسبة الذكور حوالي 63.8% فيما بلغت نسبة الإناث 36.2% وهي نسبة متفاوتة مقارنة مع الاستطلاع الأول المتعلق بالحوار الوطني.

أما من حيث الفئة العمرية فكانت النسبة الأكبر من فئة الشباب وتحديدا الفئة العمرية من 18 سنة إلى 30 سنة فقد بلغت النسبة 41.2% تليها الفئة من 31 إلى 40 سنة وبلغت 28.2%والفئة من 41 إلى 50 سنة 22.4% والفئة من 51 إلى 60 سنة 7% وما فوق ذلك 1.2%.

فيما يتعلق بالمؤهل العلمي للمشاركين في الاستطلاع كانت الغالبية العظمى هم من حاملي المؤهل الجامعي حيث بلغت نسبتهم 56.4 % ما يعني أننا أمام فئة جيدة من المشاركين ناضجة علمياً وفكريا في اختياراتها ما يعطي نتائج هذا الاستطلاع أيضاً شيء من الحقيقة والتفسيرات الواقعية التي تراها الفئة المتعلمة في البلاد.

وجاءت نسبة الحاملين للمؤهل العلمي الثانوي 19% وبلغت نسبة المشاركين من حملة درجة الماجستير 13.4% والدكتوراه 8.8% أما حاملي شهادة التعليم الأساسي فنسبتهم 1.2% و المرحلة الابتدائية 1.2%.

بعد أن أخذنا نبذة عن المشاركين في الاستطلاع نأتي إلى الأسئلة المطروحة والمتعلقة برأي العينة حول مدينة سرت كعاصمة إدارية مقترحة لتوحيد الحكومة والمؤسسات الوطنية.

وتم طرح الأسئلة في قالب مباشر وبسيط وتنوعت الأسئلة بين اختيارات مغلقة واختيارات مفتوحة وكذلك اجابات نصية مكتوبة لمعرفة تقييم الفئات المستطلعة لموضوع الاستطلاع بشكل عام.

الأسئلة المطروحة:-

مع ترتيب الأجوبة بناء على الأعلى نسبة إلى الأقل.

  1. هل بالإمكان جمع مختلف الأطراف الوطنية الليبية داخل مدينة سرت للدفع بإتجاه السلام؟
  • هل تتوقع نجاح المسارات المختلفة لتحيد المؤسسات في ليبيا داخل مدينة سرت؟
  • ا العوائق التي قد تواجه الحكومة المقترحة في حال تم الاتفاق عليها ومباشرة مهامها من داخل مدينة سرت؟

وكانت الاجابات المختلفة لعينة الاستطلاع أن أبرز العوائق هي عوائق ذات طبيعة سياسية تليها العوائق الأمنية ثم الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى بعض العوائق الأخرى المذكورة منها التهديدات أو الضغوطات الدولية وكذلك عدم وجود ثقة حقيقية بين لأطراف الوطنية المختلفة.

  • ما هي العوامل التي قد تساعد الحكومة المقترحة في حال تم الإتفاق عليها ومباشرة مهامها من داخل مدينة سرت؟

وجاءت اجابات عينة الاستطلاع أن أبرز العوامل المساعدة هي العوامل الاجتماعية ثم السياسية والأمنية وتليها العوامل الاقتصادية وكذلك من ضمن العوامل المذكورة هي الموقع الجغرافي للمدينة وكذلك سهولة تأمينها وتأمين عمل الحكومة بعيداً عن أي ضغوطات مسلحة.

  • في حال الاتفاق وتشكيل حكومة داخل مدينة سرت هل ترى بأنها ستكون قادرة على تلبية طموحات الليبيين في السلام والتنمية على المدى القصير؟

الخلاصة:-

ما نستطيع استخلاصه واستنتاجه في هذا الاستطلاع من خلال النسب والبيانات الواردة هو أن هناك نوع من التفاؤل والمؤشرات الايجابية بإمكانية جمع مختلف الأطراف الوطنية داخل مدينة سرت و جاءت نسبة هؤلاء 51.8% وكذلك جاءت نسبة من يتوقعون نجاح المسارات المختلفة لتوحيد المؤسسات في ليبيا داخل مدينة سرت 48% وبلغت نسبة من يرون أن الحكومة المقترحة قادرة على تلبية طموحات الليبيين في السلام والتنمية على المدى القصير 45%.

وكذلك من وجهة نظر عينة الاستطلاع وحسب الاجابات الواردة أن العوائق ذاتها قد تكون هي عوامل مساعدة على انجاح أي حكومة مقترحة في مدينة سرت فهذه العوامل يمكن أن تلعب أدوار متضادة سواء ايجاباً أو سلباً.

وللتنويه تؤثر الأحداث عموماً وبشكل درامي على نتائج الاستطلاعوبالتالي يجب أن يعتمد التفسير والتحليل لاستطلاع الرأي على الوقت الذي أجري فيه بالنسبة للأحداث الرئيسية والوقتية التي تمر بها البلاد وحتى أحدث نتائج الاستطلاع يمكن إدراكها عن طريق ربطها بالأحداث المختلفة وما تشهده الساحة من تغيرات.

و يمكن ان تكون نتائج الاستطلاع المنجزة في فترة ما صالحة تماماً، ولكن الأحداث التي جرت وقتها لا علاقة لها بالرأي العام الحالي وتوجهاته على كل حال.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :