العناق الأخير

العناق الأخير

 سمية وادي

إلى الطفل الشجاع الذي ركض داخل الخيمة المحروقة لينقذ أمه المصابة التي لم تستطع اللحاق به،، فوجدوا الطفل وأمّه متفحّمين ومتعانقين معًا عناقهما الأخير:

هكذا،،

يبتدي الشعورُ

هكذا ترفُّ الحكايا،،

فوق خيمةٍ عانقتها الزهورُ

هكذا تولَدُ المعجزاتُ

وحدها

في يدي صبيِّ

أمّه في الحريق تناديه،،

ألا يجيء،،

وهو هاربٌ،،، نحوها من كلِّ شيِّ!

عدتَ للرحمِ يا حبيبي،،

والرحمُ عادت،،

للتراب الموشّى بالدمّ واللحمّ الزكيِّ

عدتما معًا  لحضنِ السما الأبديِّ!

أي معنًى تركتَه يا صغيري!!؟

أي حبٍّ  ووفاءٍ!؟ أي ضعفٍ وجنونٍ

أيُّ حدسٍ وأيُّ لطفٍ خفيِّ!

كأنما النارُ صارت بردَه وسلاما

كأن شيئًا في الحريق ناداه “ماما،،!!

ضمّ راحتيه في يديها وذاب معها وناما!

والمسا المضيءُ بالنار صار يعوي،،

صار يهذي،،

لا حكايا بعد جفنيك،،

لا خيولٌ تُسابق الريح لهفةً،،

كسّر الحبّ مصباحه،،

وبكى كلَّ حضنٍ يراه..

حدادًا عليك!!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :