إنتخابات أمريكا

إنتخابات أمريكا

محمود السوكني__

لا يغيب عن ذهن أي مهموم بما آل إليه الوضع المأزوم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بأن وقائعه ومخرجاته مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بمن يحكم البيت الأبيض ، فهو الداعم الرئيسي لهذه العصابة وكل مايصدر عنها من أفعال وحشية تجاه الفلسطينيين هو بإيعاز وبمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية -بغض النظر عن من يتربع في المكتب البيضاوي-  حتى وإن انكروا ذلك .

وللإنصاف فإن إختلاف الإدارات الأمريكية قد يهوّن أحياناً من شدة الإنحياز ويخفف من غلو المواقف المتعنتة التي تشجع الكيان المحتل على التمادي في غطرسته ، وهو ما يحفزنا على متابعة الانتخابات الأمريكية التي ستحدد في شهر نوفمبر القادم من يكون سيد البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة . للحقيقة فإن الرئيس الحالي والمرشح المنافس كلاهما منحاز للكيان المغتصب لكنهما يختلفا بعض الشيء وابسط مثال على ذلك أن الرئيس الحالي “جو بايدن” من الحزب الديمقراطي المقبول بدرجة ما من الجانب الفلسطيني وخير دليل على ذلك إصرار الإدارة الأمريكية الحالية التي تمثل هذا الحزب على خيار الدولتين وهو ما لن يكون له ذكر إذا ما فاز “دونالد ترامب” المرشح الجمهوري الذي سبق له أن قام بمجموعة خطوات أثناء فترة ولايته جعلته أسوأ رئيس أمريكي في نظر الفلسطينيين . من هذه الخطوات وليس كلها ،

عندما تربع “ترامب” في البيت الأبيض قام بنقل مقر  السفارة الأمريكية إلى القدس التي إعتبرها العاصمة الموحدة لما يسمى زوراً (إسرائيل) ، وفي المقابل قام بقفل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وطرد السفير الفلسطيني وعائلته ، وتأكيداً على دعمه المفرط لسياسة الإحتلال العدوانية ، إعترف بسيادة دولة الإحتلال على مرتفعات الجولان السورية ، وشجع المحتل على توسيع دائرة الإستيطان ، بالإضافة إلى قطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين وكل ماكان مخصصاً للمستشفيات الفلسطينية في القدس ، ولا ننسى بالطبع تشجيع الأقطار العربية وتحفيزهم على التطبيع مع العدو الصهيوني . كل هذا قام به “ترامب” في ولايته الأولى وكان يخطط للقيام بأكثر من ذلك لولا أن العناية الإلهية اراحتنا من غلوائه  و تصرفاته الحمقاء  .

لكل ما سبق ، فإن الجمهور العريض للحزب الديمقراطي الأمريكي يتمنون على الرئيس الحالي أن ينسحب من السباق الرئاسي بعد أن أصابه الخرف ولم يعد قادراً على التحكم في اشيائه الصغرى فما بالك بقيادة دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة الأمريكية ، ويرجون أن يحالفهم الحظ في إختيار من يواجه هذا الخطر الداهم المسمى “دونالد ترامب” من أجل بلادهم وربما من أجل الإنسانية جمعاء .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :