غدامس زاوية المصالحة ، وفرن الحرب

غدامس زاوية المصالحة ، وفرن الحرب

عبدالحق القريد

هذا الاسم يحمل في طياته كثيرا من الطلاسم ، والاسرار فإلى جانب كونه اسم لمدينة ذات بعد تاريخي قديم كونها محطة من محطات طريق القوافل إلى مجاهل واسعة من  العالم القديم فهي  مجال دراسة تاريخية تناولت حتى اسباب التسمية غذاء،امس

ورجوع رمزى للمكان نتج عنه اكتشاف عين الماء التى نبهت إليها الفرس هكذا تقول الرواية حول عين الفرس ،  وغذاء امسها ، وتفرد ازقتها ، وهندسة مبانيها ، وصوفية اهلها ، وارتباطهم بكاف الجنون ، وتزويد احد تجارهم جيش الجن المسلم بالاكفان هذه القصص المثيرة واصل اهل غدامس افريقيتهم ، وتمزيغهم تارة ، وتعريبهم أخرى ، وكونها بلدية تتبع محافظة غريان لم يلغى ا ارتباطها  بالجنوب فالكل يريد تبعيتها له العرب ، والجبالية ، والجبل ، وفزان .

اطلق عليها لؤلؤة الصحراء ، وجوهرة الصحراء ، ولرمالها تميز عند الغروب  تغنى به الشعراء سكنها الطوارق ،  ولم يجعلوها مدينة تارقية فهى ذات نمط معيشى ، واسلوب حياة  مختلف فالناس الغرباء لا يجدون مشقة فى التفريق بين التارقى ،  والغدامسى فكلاهما له إيقاع تعاملى ، واسلوب حديث ، واندماج اجتماعي يختلف عن الآخر هذه المدينة اللغز استبشر الليبيون يوما بالاجتماع فيها لكن حساباتهم أوقفت ذاك الطموح واتجهوا مباشرة إلى الاقتتال بعيدا عنها لم تكن بعيدة عن ما حصل في أحداث فبراير وكان تأثيره واضحا عليها منذ وصول الثوار إليها، وتم تطويعها لتصنف نفسها برغم ذكاؤها الفارط على مر العصور تعود اليوم غدامس إلى واجهة الأحداث مرة أخرى ولكن هذه المرة تختلف عن كل سابقاتها منذ تفجر عين الفرس لان ما يميز هذه الآونة دخول لاعب جديد يجيد استخدام اسلحته بمهارة لا تستوعبها الأطراف الليبية غدامسيها ، وتارقيها  عربيها ، وجباليها كلهم أعجز من ان يكتشفوا سر دبيب المارد حارس الكنز الغازى وصاحب (الدخيرة ) البترولية وابوا الأخوات السبع انه المارد الاسطورى الذى يحتاج إلى

(شيخ يتعامل مع الجن )  ماهر للسيطرة على المارد وادخاله إلى (الجرة ) لينهى دوره إلى الأبد و اذا لم نستفيذ من الاسطورة التي تنصح بالسيطرة على المارد قبل الاقتراب من الكنز فإن المسافات لا تفصله عن تدمير من يحاول ان يمس الكنز وكذلك الزمن مختصر عنده أكثر من مهارى الطوارق وذكاء الغدامسية وفروسية العرب وشجاعة الجبالية الذين دفعهم تغيير فبراير إلى تمزيغ لم يصنعوه وهكذا وجدوا أنفسهم كما وجد العرب قبلهم أنفسهم انهم على استعداد لابتلاع الطعم ، وهذا ليس موضوع مقالنا موضوعنا غدامس بداية الاتفاق وبداية الاختلاف انها مدينة السلام وبؤرة الحرب انها زاوية المصالحة وكانون الفتنة وان لم تقراوا غدامس الناس، والأرض وماتحتها رمالها، ورجالها مطارها ،وبلدية الخمسين المكون الذى ينذر بحركة غير مسبوقة فأنكم ستخسرون ليبيا بخسارة غدامس، وتعودون إلى غذاء،امس ولكن دون فرس تهبكم عين ماء تروون به ظماء سنين من المعاناة، والشقاء، والبؤس انكم أمام امتحان غدامسى خطير، وخطير جدا فلا الوفاء تجدون ولا مليته تلقون فنحن رهائن نفطنا فلا تجعلونا ضحايا جهلنا.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :