لطيفة الشابي
الرّد في دمنا
وللفنـــاءِ معاييــــــــر وإخبــــــــــار
والياسُ بينهما والفــــــعل إضــمــارُ
تلطّم الوجه حتــى بان ملمســــــــه
ندبا، ومنهم على إخفائـهِ حـاروا
حلّ الدّنيءُ وظلّ الرِّدُ في دمِنـــــا
به تحط علـــــى الأفعـــال أوزارُ
واستنكر الفكر من أوهامهم وغـدت
نذْر الرّسائل بالأعــــــذار إنكـــــار
لو عِلتُ عذرا فإن الإثـــم جبّــار
فالنّاس قد وجموا في أرضهم ثار
أمست على وهَن خارت مبادؤها
دنت على الموت فيها الشّرّ أمّار
هذي دنى الموت قد تاهت بواطنها
لها من الغدر والطغيــــان، غــرّار
والشّعب يأبي قناعــات مظلّلـــــة
خاب الدّنيء فما في القلب إعمار
فيها الدّمار وعربــــان مهمّشـــة
وطوق أحداثهم عار و’خنّـــــــار‘
باتت بلادي تُغتال، بها غـــدروا
من كلّ باطنة نمس وصرصار
حطوا لإثقَالِها والجرم في دمــهم
كأنّنا هودهــــم والكــــلّ محتـــار
هذا رهاني وقد أبكي على وطــــن
إن مات حُرّ ففي الأوطان أحــرار
هذي حماة الفدا والموت يعرفها
في مغنم المجد أتراب وأنصـــار
كم كان من صامد يرنو لرايتهـا
كم من وضيع على أخيارهم عـار
والموت يجرفهم أشلاء ينثرهم
والنّصر بان فلا جرم ولا نـار
وليفْهم الغرب دون الكلّ غدرهـمُ
هم الرّعاع ونحن الفخــر والـدّار
لنا الشّهيد ففي الإعلاء مفخـرة
غدا سيُهزم، في الأفكار إصــرار