- أيمن بن محمد دغسني
عندما يحتفي بك ظلّك
وأنت قابع في فجوة شوق
فاعلم بأنّ النور الذي تتبعه زائف
يرسم الظلّ همّك…
يتسابق مع خطواتك…
يتسلّق خيبتك
يرتطم وهمك بك
فتبكيك الجدران
وتسخر منك المصابيح
تخدعنا الشمس عندما تزرع فجرها خلف سحابة
وترسل ظلّ شعاع
حكاية الضوء فراشة… أحرق الحنين أجنحتها
والصباح… خرافة روتها نجمات المساء حين نام القمر
نسائمه حفيف أوراقنا الراحلة
عبيره دموع الياسمين
وصوته.. نحيب ذاكرة الليل
في أذن زهرة تنتظر وعد النهار
يبحث عنّي الصباح
يجدني في وجنتيك ذات ندى
يسكبني جنونًا يذوب في شفتيك
أستيقظ زنبقة تنتظر غبار طلعك
يقطفني المكان
لأسكن في إناء الشوق
وأذوي لأدفن في دفاترك ذكرى عطر
وأخرج من ترابك قمحًا يغازل فجرًا
يضيء في أناملك سناه
وأولد من رحم القصيدة
شمعة ملفوفة من القطن
سيشفى دمي منك
لو تسرّب العطر من شقوق الجدار
والدمعة يبصرها النور
تهطل نحو الأعلى
من سرق الصرخة وصمت التراب؟
نثرتنا نزفا على أديمها
ولم يأت الربيع…
يحتسيك الحنين
ليصحو شرودٌ يرسمني
يلتهمني في ليلي
يفقدني صوابي
فأنهمر من عينيك لؤلؤًا يحلم
وأسمو نحو غيمة تشبهك
الغيمة تبحث عن وطن
وجدت ظلًّا
يراقص أغنية حزينة
عزفها أحلام مؤجلة
وحلمها… رصاصة نائمة
ملعون من يوقظها
الظلّ… صخرة صمّاء
مشكاة بوح
…
…
أرسم على جدرانه جسدك
تلاشَ إذا شئت
لتحتويك أنفاسك
ويقبلك المكان
إياك أنّ تتمدد
ولو خرجت… فلا تعدْ!