محمد عرب صالح
كأَيِّ مريضٍ بِداءِ “الزَّهايمَرِ“..
لا أَنْتَوي أن أَعدَّ سِنِينِي التي احتَرقَتْ في القصائدِ، والضِّحكِ، والنوْمِ، والذكرياتِ الحزينةْ..
هَوِيتُ الأغاني..
ولا أَتَذكَّرُ مِنها سِوَى أنَّني كُنْتُ أهْوَى الأغاني على شاطِئٍ في مَدينةِ (……..)
لا أَذْكرُ الآن هَذي المدينةْ..
أنا مُدْمِنُ “السَّأْسآتِ“
كَناعُورَةٍ لا تَزالُ تَدُورُ بِفِعْلِ الحِمارِ/الصُّداعِ،
ولا أَنْتَمي للسَّكينةْ
وأذْكُرُ أنَّ الدواءَ يُجَرِّحُ أَوعِيَتي
مِثلَ آخرِ تَلوِيحةٍ في ودَاعِ الحَبيبةِ..
لا تَسألُوا: ما اسْمُها؟!
باخْتِصارٍ أنا الآن صِرتُ سُؤالًا عَديمَ التَّفاسيرِ..
كالغَدِ واليَومِ والأمْسِ
صِرْنا جَميعًا مَجازًا بِغيرِ قَرِينةْ..
ولم يَبْقَ مِنْ بينِ كل الشُّخُوصِ التي صاحَبتْنِي طَوالَ الرِّوايةِ:
(بِنْتِي وصاحبتي.. الأصدِقاءَ القُدامَى، فَتاةً على حافةِ الذِّكْرَياتِ)
سِوَى رَجُلٍ أَشْيَبِ الرِّمْشِ والحاجِبَيْنِ..
يُقابِلُني في الصَّباح بَشُوشًا..
فَأضحَكُ.. يَضْحَكُ
أَ
سْ
قُ
طُ ..
يَسْقطُ مِثْلي،
ومِثلي يُجَرِّبُ دَمعُ الحَنينِ عُيونَهْ
أَقُومُ وفي يَدِيَ المشْطُ.. في يَدِهِ المشْطُ
مُنْتَفِشًا شَعْرُهُ في المرايا..
فأرْحَلُ دُونَ سَلامٍ،
فَيَبْكِي، وفِي يَدِهِ المشْطُ، نايا
على هذهِ الحالِ كُلَّ صَباحٍ..
وفي الليلِ يَلْبَسُ ثَوْبي النَّحِيل،
وفَوقَ زُجاجِ المَرايا يَبِيتُ..
طَبِيعِيَّةٌ “سَأْسَآتي” إِذنْ
كَأيِّ مَريضٍ بِداءِ الـْـ……
نَسِيتُ!!