هل يصبح القمح الليبي على شفا جرف الهلاك ؟!

هل يصبح القمح الليبي على شفا جرف الهلاك ؟!

حوار :: ربيعة حباس 

” وفق المتداول على صفحات التواصل الاجتماعي هذه الايام بخصوص قيام شركة وادي الربيع لانتاج الدقيق و مشتقاته بتوريد باخرة محملة بكمية من القمح تقدر بنحو 12الف طن ، بعد ورود موافقة من مصرف الوحدة حيث تكفلت الشركة المذكورة بدفع كل الضمانات المتعلقة كالعمولات والنقل من والى الموانيء ، غير ان الباخرة المعنية تفاجأت بعدم اتمام اجراءاتها المالية المتعلقة بتحويل العملة الصعبة من قبل مصرف ليبيا المركزي للجهة الممولة مما ادى الى بقائها راسية بشحنتها في ميناء طرابلس .

في هذا الحوار اوضح رئيس مجلس إدارة شركة وادي الربيع اللافي خليفة لماذا تم حجز الشحنة وما اسباب غلق مصنعه .
منذ متى المصنع مقفل؟

منذ 6 اشهر، وهو الاول على مستوى ليبيا يتمتع بجودة عالية في منتوجه ولم يتلق أي اعتمادات منذ شهر يونيو سنة 2016 ، خاطبنا كل الادارات والمؤسسات السيادية المعنية “المصرف الليبي المركزي وديوان المحاسبة و الاقتصاد وهيئة الرقابة الادارية” وللاسف لم نجد أي رد ملموس اقفلت أمامنا كل أبواب الاجراءات التي من خلالها يمكننا استيراد القمح وفق السياق القانوني والمعتمد من وزارة الاقتصاد والمصرف المركزي ولم نمنح الموافقة

لماذا..؟

هناك استيراد للدقيق من دولة اوكرانيا باسم شركات تجارية اخرى ، وقد التقيت شخصيا مع محافظ مصرف ليبيا المركزي “الصديق الكبير” في تونس الايام الماضية وقدمت له مذكرة بالخصوص لكنه رد “حالف ما نستلم أي مذكرة من رجال الاعمال”

مصنعنا يخلق توازنا حقيقيا في السعر والدليل بداية السنة الماضية كان سعر الدقيق في منطقة الكرايمية 130 دينارالقنطار وعندما اشتغل مصنعنا نزل السعر الى 70 دينار القنطار ، وهذا ما يزعج كثير من التجار السماسرة فمنح الموافقة لوادي الربيع بالاعتمادات وبمجرد ما يبدأ في عملية الحجوزات سيعتبر ذلك ضربة لتجار العملة و رفاقهم من المتاجرين بقوت الليبيين ، والذين سعوا بكل ما يملكون لايقاف المصنع و نجحوا في ذلك ولكن لن يستمرهذا الايقاف بإذن الله وسنكافح و نطالب بحقنا في الاعتمادات وفق القانون وبكل وضوح أمام الشعب الليبي  .

هل سبق و ان تحصلت على موافقة من محافظ مصرف ليبيا المركزي بعيدا عن الاجراءات المكتبية يعني “باليد” ؟

السيد المحافظ “الصديق الكبير” يعرفني شخصيا وعندما سمعت بوجوده في تونس اعددت المذكرة مستوفية لكل الشروط ، و تواصلت معه وكان رده كما قلت لكم .

لماذا لم تقم بالاجراء وفق المتبع اداريا..؟
قمنا بذلك منذ 6 اشهر قبل ان التقي سيادة المحافظ  ، وبعد سنة تقريبا منحونا 10 الاف طن شغّلت المصنع 9 ايام فقط ، علما بأن المصنع ينتج 7 الاف قنطار يوميا .

افتتاح مصنع وادي الربيع سيجعل سعر 10 قطع من الخبز بدينار فقط وليس كما يباع اليوم 4 بدينار

ما تعليقك على كيس دقيق من وادي الربيع وجد فيه فأر ميت ؟

ليس لدينا دقيق منذ 6 اشهر ومستعد لتحدي أي شخص يثبت انتاج كيس واحد من مصنعنا طيلة هذه الفترة ، اذا كان الفأر خرج من المخزن و دخل الكيس فذلك شيء أخر ، ثم إن الجودة ليست مرهونة بكيس او 10 انما في سنوات طويلة مضت من انتاجنا الذي يشهد له الكثيرون بذلك ومع ذلك لا يستبعد المرء مكائد الحاقدين خاصة وان الحرب التي يشنها اصحاب النفوس المريضة علينا ليست حرب سهلة وعادية وشخصيا متأكد حتى و لو اشتغل المصنع يوما واحدا سيقوم احدهم بطريقة أو باخرى بوضع فأر في احد الاكياس وتصويره .

الا تعتبر ذلك مؤثرا على منتوجكم ..؟
هذه أمور لا تعنينا ، بقدر ما يعنينا منحنا الاعتمادات بالسعر الذي يحدده المركزي للجميع و هم يتولون عملية التوريد وتسليط ضوء الرقابة الادارية والاغذية وديوان المحاسبة علينا وعلى منتوجنا ، وبصفتي المالك لشركة وادي الربيع مستعد لتحمل المسؤولية الاخلاقية والقانونية امام الجميع ، ثم نحن لسنا في حاجة لتهريب العملة

كيف ترى تقييم الشارع لمنتوج الربيع من الدقيق..؟

دخلت احد المخابز في طرابلس الايام الماضية وسألته كيف يشتغل ، فاجابني بدقيق مستورد من “أوكراني مخلط” سالته لماذا لاتشتغل بدقيق الربيع فقال لو اتحصل عليه سيكون لدينا القدرة لانتاج اجود انواع الخبز ، ومن هنا اقول للمواطن نحن لم نقفل مصنعنا برغبتنا أو لخلق ازمة دقيق ، انما الحقيقة هناك من يريد اقفاله وسعى لاقفاله بكل الطرق ، ولعلم الجميع أكثر من 4000 عائلة “مباشرة وغير مباشرة” مستفيدة من المصنع الذي رغم اقفاله يدفع مرتبات شهرية بقيمة 47 الف دينار.

هل تواصلت مع مزارع الحبوب في الجنوب..؟

نعم اتصلت باصحاب مزارع القمح خصيصا و طلبت منهم ارسال ما لديهم من منتوج ، فكان ردهم ان المقابل 850 دينار على القنطار وهذا مستحيل

لماذا..؟

حسب رأيهم انه بامكانهم شحنه لتونس بقيمة 100دولار مع العلم التجار في تونس مستعدون لشرائه بقيمة 150 دولار بذلك يكون ثمن الطن 1200 دينار ، والفلاحون يريدون بيع الطن 850دينار وهذا يصعب عملية حصول المخابز على الدقيق وبالتالي يصعب الحال على المواطن الذي يجد نفسه غير قادر حتى على الحصول على الرغيف بسعر معقول

كم المفترض يكون السعر  ؟

حسب الواقع يفترض 850 أو 900 دينار لان سعر تكلفة الدقيق مرتفع جدا ومن هنا يجب تدخل الدولة بالدعم ، نحن الان تمكنا من ادخال باخرة الى ميناء طرابلس لم يتم فتح اعتمادها الى اليوم ، تحمل 11 الف طن من القمح بقيمة 230 دولار للطن بما يقابل 400 دينار.

قمح الجنوب لا يتحمل سعر اكثر الا اذا تم القيام بما قامت به “اللجنة الشعبية للاقتصاد سابقا” حيث قمنا بشرائه بقيمة 900 دينار والاقتصاد هي من دفعت الفرق وهذا الحل الانسب لدعم المصانع العاملة في هذا المجال 100% ، اما بيع الطن الواحد من القمح بقيمة 150 دولار لا يوجد في كل العالم نهائيا بأقل من 200 دولار، الا اذا كان قمح اعلاف من الدرجة الخامسة أو الرابعة ، وعندما يأتي تاجر تونسي لفلاح الجنوب ويعرض عليه 150 دولار للطن الواحد سيقبل ويعتبر ذلك مكسبا له ، ويبيعه في اسرع وقت

ما تقييمك لقمح الجنوب الليبي ..؟

قمح الجنوب قمحا ممتازا و بذلت جهدا كبيرا للحصول عليه بقيمة 650 دينار للطن لكن هناك من حرضهم على الرفض ، رغم ان اجود انواع القمح المستورد اتحصل عليه ما بين 480 و 500 دينار بتوصيله للمصنع

ومن خلال جريدة فسانيا اقول لاصحاب المزارع من لديه قمحا صلبا طريا ويرغب في البيع بسعر 650 دينار للطن الواحد من الغد بإمكانه الحضور و تفريغ الشحنة في مخازن مصنع الربيع ، وانا مستعد لشراء الكمية الموجودة من القمح الصلب والطري بالكامل ، واذا وافقت وزارتا الزراعة والاقتصاد على دعمنا فإننا مستعدون للشراء من الفلاحين بسعر 850 دينار كما قالوا .

هل لديكم الامكانيات لشرائها وتخزينها..؟

لدينا طاقة تخزينية في مصنع وادي الربيع تصل الى 160 الف طن مستعدين لتخزين شحنة 8 بواخر من القمح  وكل منتوج الجنوب و طحنه وتخزينه و نعد بانزال سعر قنطارالدقيق من 70 الى 75 دينار بدل 130 دينار كما يوجد اليوم . و اذا تم فتح الاعتمادات و توريد ما لايقل عن 5 بواخر فإن سعر قنطارالدقيق سيصبح 60 دينار فقط وهذا سيجعل سعر 10 “فرادي خبزة” بدينار ونحن مستعدون لاغراق المنطقة الغربية بالكامل بأجود أنواع الدقيق ولن نبيع الا بالسعر الذي تحدده وزارة الاقتصاد .

 انتظروا الجزء الثاني من الحوار على صفحات فسانيا 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :