إلى أمّي في بيتها السّماوي

إلى أمّي في بيتها السّماوي

  • فوزية العكرمي

مَساءَ الخَير

مَازَالَ حُضنُكِ دَافِئًا

 رَغمَ ظَلاَم الحَشَا

مًازَالت يَداك مُتْعَبتين عَلى الأَكُفِّ

تَشهَدَان رَنِينَ صَمتكِ وَسَط الزَّحمَة

فَهَلّا تَراخَيتِ قليلا

قَبلَ الرَّحِيل

فثمّة حَكايَا تُحَاصِرُ الأنفَاسَ

وثَمّة قُبُلاَت

 أشَدّ جُنُونا مِن القَيظِ

كُنتِ تصدّين الموت عنّا بهمّة

حتّى رُوِّعت المنايا

بقبضة إصبع

وتقرعين أهوالا

لا لون لها

فيخالك الطّود

قبسا من جهنّم

يحسبك النّهارُ سليلة ضرعه

حين كان يشكوك فراغ العزائم

ألينَ من صخرة في الرّيح تنهضين

أعمقَ من سحاب مهووس بشكله

تنفلتين من قلق الدّجى

فـــــــــأيُّ رحيل بعدك يستبقيه الموت؟

وأيّ خناس فينا قد تثب؟

لو كان الدّمعُ يجازي ودَّنا

ماشكت البحارُ للبحارِ

حين غاب الشُّهودُ

وأنت الشّهيدة

ماباح الصّمتُ بتحطّم الأبواب

هذا القبرُ

قد كان لي

لكنّ القتلى استعجلوا الخروج من ثوبي

وهذي الأكفان

تتشبّه بصوت أُمّك

لتسدل فصولها على فراش اليتيم

فأيُّ لقاء يليق بنا ؟

وكنّا منذ زمان

نلتقي كنافذتين عاريتين

في ذروة الصّقيع

فقومي نتلو هزائمنا لعرائس الصّبح

فثمّة نجمة تنوح على صدر الزيتونة

وهناك قائمة من المدن تتأهّب للحزن

وهلمّي نلهو في المياه الماجنة

وعلى ضفاف اللّوعة

فالقصائد كالموت تمنح أذرعنا بعض الأمان

وهات يا صغيرتي تلك الأعشاش

نفترشها

ونتحسّس دقات الشجر

أبعد غيابك وضوح؟

اليدان المخضّبتان

الفستان المزخرف

وتلك الابتسامة

تفتح للموت رقصته الأثيرة

مـــن النافذة الخلفية

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :