فلسفة اللغة كأداة للوصف

فلسفة اللغة كأداة للوصف

قصي البسطامي

اللغة عبارة عن آلة للوصف لا أكثر فهي لا تصل إلى أي حقيقة وإنما قدرة على التعبير بشكل غزلي يغازل الأشياء في ماهيتها سواء عبر اللغة نفسها أو عبر المنطق الرياضي، فالرياضيات عبارة عن قضايا متكررة للوصول بها نحو نتيجة نعتبرها تحصيل حاصل أو جزءا من المعرفة يمكن تغييرها وإثبات معادلة أخرى بديلة عنها كما حدث مع الجاذبية عند نيوتن وانقلاب اينشتاين بالنظرية النسبية عليه… لكن السؤال هنا كيف ندرك حقيقة هذا الأمر؟

أقصد كيف نعلم بأن اللغة عبارة عن أداة للوصف بل كيف أدركنا وجود الميتافيزيقيا وهي في حقيقة أمرها وهم لا أكثر وخداع ؟ ولماذا عبرنا عنها كونها ميتافيزيقيا وليس العكس؟! أمر يثير الشك، ثم ماذا تعني اللغة في هذا العالم ؟بل لماذا تفعل اللغة كل هذا ونحاول من خلالها سجن هذا العالم في قالب من اللغات معدودة ؟ هناك أمر ما نبحث عنه ربما، ولكن ليس باستطاعتنا إيجاده، وربما شعورنا بالغربة ككائنات تتنافى عقليا مع طبيعة الكائنات هو ما يجبرنا على المضي إلى أبعد مدى وفي نهاية المطاف ربما لا نجد شيئا وإن لم نجد شيئا سنخلق هذا الشيء الأكبر كتعبير عن امتناننا لأنفسنا بطريقة مقدسة مجلة. هناك ميتافيزيقيا، صراحة نعم هناك، ولكن هذا الشيء موجود فينا وهو يعكس انتماء عكسيا لنا عن هذا العالم كما هو الفنان أو الرسام حينما يعكس الطبيعة على لوحته بألوان زاهية وربما مع بعض المخلوقات المركبة والغريبة يعبر عن هذا فعلا حصان مجنح حورية بحر فارس بقدمي فرس وهكذا… !! هذا الانتماء ليس انتماء حقيقيا وإنما تعبير عن عدم الرضى عن هذا المكان بالذات، لهذا أتت اللغة وتبعاتها وخرج المنطق من اللغة وخرجت الرياضيات من المنطق وقد تخرج أخرى وأخرى بعد هذا كله، كأدوات أو تعبير عن الوصف بوصف أدق دون الوصول لحقيقة مطلقة، فإذًا ليس هناك حقيقة مطلقة تأتي من اللغة إطلاقا.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :