الراحلة فاطمة بن فضيلة
حين أحببتكَ أوّل مرّة
كان كلّ شيء واضحا كلغز مفتوح
لكن لفرط انشغالي بعينيك لم أنتبه
ليس هنالك حب أبديّ
ليس هنالك سعادة أبديّة
السير نحوهما هو الأبدي
منذ الأزل و نحن نسير في معسكرات
مفتوحة على البرد و العطر و الشمس
نصاب بالسعال و الدوار
و حمى المشي على الأقدام و حمى العشق
لا شيء يوقف رغبتنا في الوصول
سأرتاح من حبّك قليلا
ثمّ أعود يا حبيبي
سأرتاح في حضن رجل آخر
قد يعلق قلبي بكفّه
و هي تحاول محو خيال امرأة رحلت
ليس هنالك حب أبديّ
لكنّنا لا نخرج من الحب أبدا
حين أحببتك أوّل مرّة
كان كلّ شيء واضحا و شفافا كلغز مفضوح
لكن انخطافي بلون عينيك
صادف انعكاس البرق على المرآة فعميتُ
سترتاح من حبي قليلا في جسد امرأة أخرى
ثم تعود
ستسقي –تلك المرأة- شجيرات اللوز
و زهرات القرنفل و التين البري تحت رموشك
سينمو حبها في ظلّ ما غرست أناملي
و ستغفو بسعادة على حفيف أناملها
و هي تعيد ترتيب الجسد
كي لا تذكّرها الفوضى بيديّ
ليس هنالك حب أبديّ
نحن فقط نلتقط الحُبّ من شفاه بعض
و نواصل المشي
منذ الأزل و نحن نسير في معسكرين متشابهين
أحدهما مفتوح على الأرض
و الآخر يشرب من ماء السماء
و في لحظة ما لا أحد يدركها يلتقي المعسكران في نقطة واحدة
و تحمل أجساد الباقين أكياس الشوق و صناديق العشق
عن المتساقطين
لم تسقط يداي يا حبيبي
السير ما بين السبابة و الابهام مسافة عمر
لم تسقط يداي
سأرتاح قليلا من حبك ثم أعود
سأرتاح في حضن رجل آخر
و سيمشي على ضوء اليرقات التي علّقتها أناملك
في جسدي
أعرف أنّك وضعت بعض الألغام كي تربك يديه
و أنّ قناديل البحر التي زرعتها تحت الخال حارقة
و أنّك في لقائنا الأخير
قذفت بعض العناكب كي لا يهتدي السائرون بعدك
الى مدخل القلب
سأرتاح في حضن رجل آخر
سينضو- و هو يحاول محو خيال امرأة هجرت–
الشوك و العناكب و أعشاش اليمام
عن مدخل القلب
و قد يَعلق رمشي بحركة كفيه…..
و هي تحاول رتق الضباب حول امرأة
……
رحلت