دخلتْ عالم الأدب صدفة حينما قررتْ قراءة كتاب وقع بين يديها بلا سابق إنذار !

دخلتْ عالم الأدب صدفة حينما قررتْ قراءة كتاب وقع بين يديها بلا سابق إنذار !

  • حاورها :: سالم الحريك

ومنذ ذلك الحين انطلقت في اكتشاف عالم القراءة ونواميسه.

كتبت في أجناس أدبية عديدة من النثر و الخاطرة إلى الأقصوصة ثم الرواية وشاركت في بعض الكتب الجماعية وقريبا تستعد لبدء نتاجها الأدبي الخاص مع عالم الرواية.

نلتقي اليوم لنتحاور مع الكاتبة التونسية الشابة وئام الجبالي.

بداية.

من هي وئام الجبالي و كيف تقدمين نفسك لقراء صحيفة فسانيا؟

وئام الجبالي، كاتبة تونسية وناشطة في المجتمع المدني،ذات العشرين سنة.

أدرس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة إختصاص اللغة الإنجليزية وآدابها.

دخلت عالم الأدب صدفة حينما قررت قراءة كتاب وقع بين يدي بلا سابق إنذار، ومنها انطلقت في اكتشاف عالم القراءة ونواميسه.

بداية الرحلة قدرت بمسيرة مائة كتاب ثم أطلقت العنان للتوغل أكثر في المطالعة متجاوزة بذلك الأرقام والكم لأبتلع كل ما يقع عليه ناظري.

عله ما يجعلني أكثر فخرا عندما أقدم نفسي كقارئة تكريما للكتاب الذي جعل مني ما أنا عليه.

فرصة لدعوة الشباب العربي للإقبال على الكتاب لما فيه من فوائد تثقيفية، تحفيزية وخاصة التوعوية منها.

كتبت في أجناس أدبية عديدة فمن النثر و الخاطرة إلى الأقصوصة ثم الرواية وأرجو أن تنال إستحسان القراء بعد النشر.

توجت منها العديد من العناوين التي تجمع ثلة من الكتاب العرب حتى وصلنا إلى” امرآيا”، كتاب جمع صوت 54 امرأة تونسية كتبت النساء أمام مرآة الورق وبوح القلم.

لا ننسى مراجعات الكتب التي سأضل وفية لأجلها فهي شغلي الأقرب دائما إلى قلبي سواء على قنوات التواصل الاجتماعي من فايسبوك، أنستغرام ويوتيوب وحتى على أرض الواقع ما هو إلا دليل على شغفي وهوسي بالقراءة.

كما تحصلت على العديد من الشهائد في مجال الأدب.

قرأتِ الكثير وربما في مختلف تصنيفات الأدب والفكر، أسأل هنا ماهو الأقرب إليك في قرءاتك المتنوعة من حيث التصنيف الأدبي والفكري وكذلك من حيث الكتَّاب؟

حقيقة قراءاتي مرتكزة أساسا على الكتب التاريخية والفلسفية نظرا إلى طبيعة العمل، فأغلبية الكتب تكون مقترحة من الآخر (أصحاب العمل) لكني سعيدة بذلك نظرا إلى أهمية هذه الكتب نذكر منها مدن النمل الصادر عن دار أوتار- تبر الزمان للنشر والتوزيع للدكتور والباحث التونسي عبد الرحمان أيوب.هذا لا ينفي إرادتي الشخصية لاختيار الجنس الأدبي المفضل لدي والذي لا يتلخص في كاتب أو كتاب أو صنف أدبي واحد فقط بل هو مجموعة كاملة أعتبرها بمثابة الهدنة أو الفسحة وسط قراءات واقعية تؤثر على نفسية القارئ أحببنا أو كرهنا ، فالكتاب عالم بأسره يحتل المتلقي بما فيه من قسوة الحقيقة وأسئلة وحيرة تجهد الفكر أحيانا كثيرة، هذا ما يدعوني للجوء إلى عالم الفنتازيا حتى أدرب عقلي في كل مرة أن لا ينسى الحلم كي لا يتحجر ويفقد الأمل أمام قسوة الحقيقة، نذكر من كتابي المفضلين ستيفن كينغ وجل كتاباته، سلسلة هاري بوتر، الكتب التي تروي قصص الأبطال والأساطير في العالم، لا ننسى روايات جبران خليل جبران، المنفلوطي والمسرحيات الذين كان لهم فضل كبير في صناعة أسلوبي الخاص في الكتابة.
___________________

ماذا يعني لك الكتاب الجماعي وكيف جاءت فكرة هذا الكتاب؟

في ما يتعلق بالكتب الجماعية كجزء من مسيرتي، الفكرة بدأت مذ كتبت أول خاطرة بعد قراءة المائة كتاب عندما قرر الكاتب الأردني مصعب الحوراني أن ينضم مسابقة تجمع العديد من الأقلام العربية في كتاب واحد باسم نجوم السماء، والمفاجئ أنه تم اختياري كممثلة لتونس من بين قرابة أربعة آلاف مشترك.

عشقت الكتابة والتأليف وانطلقت بحماس قادح أكتب وأشارك في المسابقات وصولا إلى كتاب “امرآيا” الصادر عن دار نحن، كفكرة بدأت عن الكاتبة مي الأسود ثم التنسيق مع صاحبة دار النشر زينب بن عثمان

ماذا يعني لك إمرآيا وماذا يعني أن يجتمع 54 صوت نسوي في كتاب واحد؟

امرآيا كتاب فريد، يتناول المرأة في جل حالاتها، المرأة كواحد في اختلافها كما المرأة ومواضيعها.

ما يجعلني أكثر فخرا هو الوعي الذي تحلين به نساء امرآيا والذي تجلى في عديد الجوانب أهمها المرأة والقلم كعنوان كبير والبوح كمضمون.

لديك اثنين من الروايات التي ستصدر لك مستقبلاً ، إلى أين وصل الأمر وما هو عالم وئام الروائي لتأخذي القارئ الكريم لفسحة ولو قليلة إليه؟

الروايتان يأخذان شكلهما المضموني الأخير، أرجو من خلالهما أن أكشف عني ولو بالقليل والأهم أن ينال إعجاب القارئ ويتسنى له من خلالهما أن يبحر في عالمي كما أبحرت أنا في عوالم شتى.وئام عالمها يجمع بين المتضادات بين الفانتازي والواقعي، بين الحلم والحقيقة، بين الرؤى والراهن ، عالم صنعته لنفسي حتى يتماشى مع شخصيتي، عل القارئ يتسائل لم هذا الهروب وما الذي لا يتماشى مع شخصية وئام!

الجواب سهل للأسف لا نجد من يهتم بالكتب ولا نجد أحيانا كثيرة من يشاركنا الحديث حول شغفنا، هذا ما يجعلني أركض إلى عالمي الذي يحتويه الكتاب الملقى بين يدي لأنسى العالم وقسوة الوحدة.

لديك تعاون أيضا مع قنوات يوتيوب ودور نشر لكتابة بعض المراجعات ، ما تقييمك لهذه التجربة؟

تجربة مهمة جدا، لا أنكر فضلها في صقل قلمي إذ كانت بمثابة التدريب الدوري بالنسبة لي ولازالت.

من خلالكم أدعو لا إلى القراءة فقط بل إلى كتابة المراجعات أيضا كجزء من القراءة لتحصيل المنفعة، فالقراءة دون التدوين قد تهدر الكثير من المعلومات المهمة في الكتاب وذلك من خلال تجربتي الشخصية كدليل.

ما الذي يجب أن يمتلكه القارئ أو من تسند له مهمة مراجعة كتاب ما حتى يقوم بمراجعة جيدة؟

أولا أن يكون مهتما بالمطالعة لأن هذا الإهتمام سيمنح كاتب المراجعة الصبر حتى يقف على كل جزيئات الكتاب في مرحلة أولى وأن يحاول بناء خيط ذهني لتسلسل أحداث القصة فيما بعد ثم يعيد صياغة ما فككه بطريقة مشوقة، دقيقة وغير مطولة أي تلم بجل الأحداث المهمة دون الوقوع في التكرار والإسهاب في الوصف حتى لا يمل القارئ أو إستخدام التعابير الركيكة خاصة ، أخيرا وليس آخرا، خلو الكتابة من الأخطاء اللغوية، وأعني بذلك أن نتعلم قواعد اللغة شيئا فشيئا.
بخصوص روايتك التي ستصدر مستقبلا هل بدأتِ بتواصل فعلي مع احدى دور النشر وهل ستتعاملين مع دار نشر داخل تونس أو خارجها ؟

حقيقة الموضوع مطروح والفكرة محل إستحسان.حاليا ستكون دار النشر تونسية لكن الأمر لازال قابل للنقاش.

ما الذي تهدف وئام الجبالي إلى الوصول إليه مستقبلاً في عالم الكتابة ؟

الكتابة هي طريقة لدعوة الشباب إلى القراءة تحقيقا لرجائي في بناء مجتمع الكتاب.وهي رسالتي التي أريد من خلالها محاولة إصلاح المجتمع لا التونسي ولا العربي فقط بل العالم الكلي فالقلم لسان كوني من خلاله أتحدث لغة الإنسانية متجاوزة كل الفوارق، إذ هدفي الأساسي هو نقد الإنسان كإنسان خال من النعوت كنلسون مانديلا وغاندي، باختصار أنا أنشد خلود كتبي ككتب تقدم المنفعة للإنسان

ما تقييمك لواقع النشر الحالي في تونس من حيث تعامل دور النشر مع الكتاب حسب معرفتك وخصوصا الشباب منهم؟

من الطبيعي أن تختلف المعاملات من دار نشر إلى أخرى لكن المشكل الرئيسي المتفق عليه هو غلاء الأسعار الذي يعيق الشباب التونسي من فئة الكتاب من جهة و هو مشكل بالنسبة لدور النشر ذاتها أيضا لأن الوضع يفرض عليها هكذا أسعار للطبع والنشر والتوزيع إذ بيع الكتب لا يعتبر بالشيء الهين والسهل وهو غير مربح فتبقى الأزمة تغذي الأزمة لأن شح الشراء مرتبط بغلاء أسعار الكتب المباعة في المكتبات كذلك.حلقة مترابطة تستدعي حلا سريعا من الجهات المختصة بالثقافة في أقرب وقت.

كلمة إلى الكتاب الشباب في تونس ومن يريدون خوض تجربة المشاركة والنشر لأول مرة سواء في كتاب جماعي أو في كتب فردية؟

أنصح كثيرا بالكتب المشتركة لكن ليس التجارية منها فضرها أكثر من نفعها، كما أنصح بالمشاركة في المسابقات الأدبية بهدف تحسين الكتابة، مرة بعد مرة دون استسلام لأن النص أو الشعر.

لن يتشكل أسلوبك وطابعك في أول المطاف بل بعد الممارسة والتدريب وخاصة القراءة لتعلم كيفية صياغة الجمل والفقرات واثراء معجمك وأنى وجدت نفسك قادرا على خوض تجربتك وحدك ، اكتب لكن أرجو أن يكون المضمون إفادة ومنفعة للقارئ

كلمة أخيرة في نهاية الحوار.

شكر خاص لصحيفة فسانيا
وللصحفي سالم الحريك على هذا الحوار الممتع
كما أشكر كل من آمن بأفكاري لوعيه بأهمية القراءة.

وأرجو أن يتحسن وضع الكتاب في العالم العربي وأن تتحقق نبوءة “العالم العربي، مجتمع الكتاب”.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :