مقاربة لاستعصاء ما يُعانيه  شرق وجنوب حوض المتوسط    

  مقاربة لاستعصاء ما يُعانيه  شرق وجنوب حوض المتوسط    

  • محمد عثمونة

     قد يكون عجز وفشل المحاولات في تخطى ومغادرة مراحل بؤس وتخلف لحياة اسّتوطنت الفضاء الجغرفى لشرق وجنوب المتوسط  . الى التوجّه نحو المُعالجة  اعراض الحالة لا الى مُسببها الرئيس .

والذى  – فى تقديرى – لا يتخطى العلاقة التى كانت دائما ملّتبسة متشنجة مرتبكة. في ما بين الفضاء الجغرافى لجنوب وشرق حوض المتوسط  في المحلى الوطنى الاقليمى  والأخر في الموسوم بالشرق الأوسط . الذى جاء بعد الحربين العالميتين وبأذرعه الوظيفية – نُظم وتّنظيمات –  لمُشاغلة جغرافية جنوب وشرق المتوسط كموازى بديل إحلالى . بخلاف النهج الاعمارى الاستثماري . الذى سلكه وجهه الانجلوسكسونى الاخر في صيغته الامريكية . فى تعاطيه مع جغرافية اوروبا الغربية .  وقد نتج وتأسس عن مقاربة الشرق الأوسط كموازى بديل  لجغرافية شرق وجنوب المتوسط . هذا الارتباك وما ترتب علية من انحطاط  شل بمفاعيله تقدم عجلة الحياة خارج مراحل بؤس عشعش واستوطن جغرافية شرق وجنوب حوض المتوسط  .

      فصارت بذلك الحياة على جغرافية هذا الفضاء الحيوى . حبيسة ولازالت لأولويتين اثنتين . تأسست وتشكلتا ونضجتا ومن ثم نهضتا علي مرجعّيتين اثنتين مختلفتين . 

احدهما ذات صبّغة توّطينيه محلية إقليمية . تنحو في اتجاه توظيف وتوّطين واستثمار الموارد والطاقات سوى كانت بشرية او طبيعية . فى والى داخل الوعاء الجغرافى المحلى . في حين كانت الاخرى الموازية البديلة تجتهد على توظيف كل هذا على نحو يُمكنها من تجذّير ذاتها كمشروع بديل إحلالي على الكل الجغرافى الديمغرافى الثقافي لفضاء جنوب وشرق حوض المتوسط . مما دفع بالحياة على هذا الفضاء الحيوى الى مدارج راديكالية جذّرية مُتشنجة . ارهقت ببؤسها حيوات مواطنى وساكنة جنوب وشرق المتوسط . واحالت مجمل البيئة الاجتماعية لهذا الفضاء الحيوى الى بيئة متدمرة محبطة مغبونة غاضبة ومن ثم حاقدة .  امتدت وتمددت بارتدادات بؤسها . ليطال عُنفها مفردات امن واستقرار الحياة على محيطها الاقليمى القريب والدولى البعيد  على نحو يتناسب طردا في التأثر . مع ما اضافه العلم في تطوره . من ادوات ووسائل واساليب صارت في متناول الجميع .

      فكان ونتيجة كل ذلك . من غير الطبيعى اللاتذهب هذه البيئة الاجتماعية المغّبونة المنّكسرة . في اتجاه توظيف وكوّدرة هذه الطاقة من المشاعر السلبية داخل اُطر محّسوسة ملموسة . علّها بها قد تتمكن  من تخطى ومُغادرة مراحل من عمر مديد طويل قُد وصِيغ من بغى وبؤس عبث بحياة مواطنى وساكنة جغرافية هذا الفضاء الحيوى .   

وفى المُقابل وعلى نفس المنوال . ذهب ونسج   الاخر الموازى البديل الشرق اوسطى  . ذو البوارج الملكّية وغير الملكية المُعززة بالغواصات وحاملات الطائرات . الى توّظيف وبرّمجة نتائج وطاقة هذا البؤس  بعد ما غلّفه بلُبوس ومُسوح ثقافة هذه البيئة المُحبطة المغبونة .  على نحو يمكّنه من تجّدير ذاته كموازى بديل احلالى على جغرافية جنوب حوض المتوسط .

  وبهكذا صارت جغرافية هذا الفضاء الحيوى . حبيسة – وكما اسلفنا – بين تجادب اولويتين اثنتين محلية وطنية إقليمية واخرى موازية بديلة إحلاليه . انتهى الى حال ما تُعايشه الحياة بكل مفرداتها على جغرافيات شرق وجنوب المتوسط  . وكانت على نحو موازى حامل لارتداداتها سلبية عنيفة على محيطها الإقليمي القريب والدولى البعيد.

     كنت  حاول الوصول بالقول . ان معالجة التأزم الذى يعصف بحياة الناس على فضاء شرق وجنوب حوض المتوسط . ويُربك الامن والاستقرار التى تحتاجه مسيرة الحياة لتتقدم بالجميع على رقعة العالم نحو الأمام  . ولكى يتخطى شرق وجنوب المتوسط هذا الواقع المأزم . يحتاج الى تحديد مُسببات التأزم الرئيسية . لا الى مشاغلة اعراضه الجانبية . ونستطيع حصر مُسببه الرئيس كما اسلفنا اعلاه . في العلاقة المُلتبسة المرتبكة الدائمة التوتر . التى نهضت وارتكزت على مقاربة ارباب وسدنة السرق الاوسط  الموازية الاحلالية لجغرافية شرق وجنوب حوض المتوسط . ولا مناص – في تقديرى – لمعالجة هذا التأزم وارتداداته السلبية . على مُجمل الفسيفساء الجغرافية لدول حوض المتوسط بل وعلى مُجمل الحياة فوق جغرافية العالم  . من الذهاب نحو ضغط محلى إقليمي دولى  اُممى على ارباب وسدنة الشرق الأوسط  . لألزمهم على إعادة النظر في مقاربهم الاحلالية لجغرافية شرق وجنوب المتوسط . التى انتهت بمفاعلها وكما نشاهد ونتابع الى مِقدار من سفه ثقيل وغير مسبوق طال مواثيق الهيئة الراعية للاستقرار والسلم الدوليين  . في سابقة قد تنتهى بإزالة كل الحواجز المعنوية التي كانت تُقيمها هذه الموثيق في طريق الانزلاق الى حرب نووية . واذا كان لابد من مقاربة شرق أوسطية لجغرافية جنوب حوض المتوسط . فلتكن مقاربة سويّة بعيدة بما فيه الكفاية عن البديل الاحلالى . الى شراكة استثمارية للجميع وبالجميع . كما السائد بين فضاءات العالم الجيوسياسية .

   وغير كل هذا – في تقديرى – سيكون ليس سوى دفع بالبيئة الاجتماعية لجنوب وشرق حوض المتوسط  . في اتجاه قد ينتهى بها وبمراكمة مفاعيل البؤس الذى يحاصر حياتها . الى  ترديد فليكن بؤس البغي على الجميع . وديدنها في ذلك . والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :