- سنيا مدوري
لَكَ الصّبحُ، كلُّ البياضِ المعَلَّقِ
فوقَ الغيومِ، لكَ الآنَ، خُذْهُ ولا تَتَرَدَّدْ.
سَتَلْقَى نشيدًا فريدًا يَليقُ بعينَيْكَ
فابسُطْ جناحيكَ، اُسْمُ قليلاَ،
فأنتَ الملاكُ الوحيدُ الّذي يتجلّى هديلاَ
يردّدهُ الطّيرُ في أفْقِ كلّ سماءٍ جديدَةْ…
لكَ الأرضُ،
كلُّ التّضاريسِ أنتَ مَداهَا…
وأنتَ الرّبيعُ المعَلَّقُ في شَجَرِ الخَوْخِ
تَنْبِضُ بالاِرْتِوَاءِ، وتحفَظُ في الرّوحِ
أسْمَاءَ كُلِّ الزّهورِ، وكُلِّ الطُّيورِ الَّتِي
حمَّلَتْ شوقَهَا للغُصونِ…
لكَ الأرضُ، ما أَرْوَعَ الأرضَ،
وهي تُقبِّلُ نَعْلَيْكَ مزهوّةً باللّقَاءِ،
وتَفرِشُ تحتَ خُطاكَ
فَراديسَ منْ أمنياتٍ بعيدَةْ!!!
لكَ البَحْرُ، هذا الّذي لا يَنامُ…
لكَ الاِزرقاقُ الـمُعتَّقُ في أُفْقِهِ، منذُ بدْءِ الأزَلْ…
لكَ الأغنياتُ الّتي هِيَ زادُ الـمُسافرِ يَبْحَثُ
عنْ نَفْسهِ في تَكَسُّرِ موجٍ…
لكَ البَجَعَاتُ الشَّرِيدَةْ…
لكَ الآنَ يا أبتِ، كلُّ
ما في جُيُوبِ السّماءِ الكريمَةِ من مَطرٍ،
ولِيَ الكَلِماتُ، جميعُ الحُروفِ لَدَيَّ،
لِكَيْ أَنْسجَ اليومَ، هذي القصيدَةْ…














