د عبير خالد يحيي
“ثَمّةَ عيدٌ صغير… يبقى مختبئًا في هوامشِ القصيدة، ينتظرُ قارئًا يبحثُ عن الدهشة.”
بعد أن ينفضَّ المجلسُ،
وتُطوى البطاقات،
وتنامُ القوافيُ في أدراجِها،
تجلسُ القصيدةُ وحدَها
أمامَ ورقةٍ بيضاء،
عاريةً من كلِّ احتفال.
تُغمسُ ريشةَ قلبها
في مدادِ الذكرى،
وتكتبُ على مهل:
“إلى مَن يقرأني بعدَ العيد…
لا تبحثْ عنّي بينَ الصورِ الجاهزة، ولا تُفتّشْ عنّي في معايداتِ السرعة،
أنا هناك…
في ظلِّ بيتٍ تُهمهمُ به الروح،
في نغمةِ وزنٍ
يتأرجحُ بينَ القلبِ والصمت.”
ثم تُغمضُ عينيها،
تُصغي لارتجافِ النقطةِ الأخيرة،
وتهمسُ..دون أن تُدوّن:
“هل يذهبُ العيدُ حقًا؟
أم يظلّ مقيمًا هنا..
بينَ قافيةٍ مرتجفة،
ونقطةٍ تهزُّ جناحَ استعارة؟“
لأنها تعرف
أن العيد يبقى في بعض الكلمات على هيئة عطر،
يبقى في بيتٍ كُتبَ في غمرةِ فرح،
في ظلُّ معنى
لم يُكتب بعدُ.
وهكذا،
تبقى القصيدةُ معشّقةً بالعيد،
ويبقى العيدُ مقيمًا فيها،
كحرفٍ ينتظرُ أن يُنطَقَ
يومّا
في دهشةِ قارئٍ مولعٍ بالشعر.














