عبدالناصر الجوهري
………
قال لي صاحبي البحرُ..
أنَّ القراصنة الآثمين القدامى غدا
عائدون براياتهم
للقتال بكل ارتياح
قادمون لنا من وراء البحار،
لمحو الخرائط ،
والاجتياح
مجرمون أتو،
ينكأون الجراح
قال لي صاحبي البحرْ..
أنَّ مستوطنين بصحبتهم
يعشقون الإبادة ،
تهجير كل خيام الحِمى ،
صاحب الأرض،
تجريد كل سلاحْ
قال لي صاحبي البحرُ يومًا
لماذا الفناراتُ مذعورةٌ
والثرى بطنها في نواح؟
من يصد الهجوم المفاجئ
عند الصباح ؟
من سيحمي سنابل ذاك العرين المباح؟
لا أرى أحدًا
في المدينة مستيقظًا
غير بحّارةٍ
شاخ قاربهم
من أعاصير مدٍّ وجذرٍ ،
وعصف رياحْ
لا أرى أحدًا
غير رجع صدىً،
لنباح
وخيال مآتة عند جسور
الرواح
قال لي صاحبي
أين تلك القلاع الحصينة،
أين أبناء جلدك..
لو بدأ الاجتياح
يقبل الغرباءُ على كل مُنتسبي الانبطاحْ
قال لي صاحبي البحرُ..
أنَّ الشواطئ ممتدةٌ
يشتهيها الغزاةُ،
فأبشرْ بطول كفاح
كل جيلٍ سيأتي
يمر على ساكني المُغتصبات،
وخط اللجوء المتاح
قال لي صاحبي البحرُ..
موجي الذي في المنافي
غدا مثلكم مُستباحْ
قطراتُ المياه دموعي
وكل البحيرات ..
حُزني
وكل النوارس حلمي
ولكن..
بدون جناحْ
قال لي صاحبي البحرُ مُحتسبًا
أين ألوية النصر،
أين بشائر جُنْدُ صلاحْ؟
كى يذودوا عَنِ اللاجئين ،
وزيتون تلك البطاح.














