ماذا تفعلُ القصيدةُ حينَ تواجه الخونة؟

ماذا تفعلُ القصيدةُ حينَ تواجه الخونة؟

 د عبير خالد يحيي

الخونة

يَزحفونَ كَالظلِّ على جُدرانِ الوَهنِ،

يَرسمونَ بالخيانةِ وَشمًا أزرق على جَبينِ الزَمَنِ،

يُقايضونَ العِزَّ بِقِطعِ فِضَّةٍ،

وَيَبيعونَ الحُروفَ لِسَادَةِ السُكوتِ.

أمَّا القَصيدَةُ،

فَتَنسجُ مِنَ الصَّمتِ دِرعًا،

وَتَحمِلُ بَينَ ضُلوعِها بَركانَ الحَنينِ،

تَكتُبُ بِالحِبرِ الأَحمر سِفرَ الثَّورةِ،

وَتَزرَعُ في شَفَتَيِ الرِيحِ أَناشيدَ المَجدِ.

عِندَما يَتَهاوى الخَائِنونَ كَالغُبارِ،

تَرفَعُ القَصيدَةُ عَينَيها إِلى الشَّمسِ، تتبتّل،

تَقطُرُ كَلِماتِها عَسَلاً في أُذُنِ الفَجَرِ،

وَتَمشي حافِيَةً عَلى جَمْرِ الحَقِيقَةِ.

تتوهّج،

فَيَذوبونَ كَالشَّمعِ أَمامَ لَهِيبِها،

وَتَبقى هِيَ:

نَبعًا يَتَدفَّقُ بِالضِّياءِ،

سَيفًا مِنْ نُورٍ يَقْطَعُ اللَّيلَ المدلهم،

وَوَطنًا شاسعًا يَحْمِلُ في دَفَّتِهِ بَقايا العُصُورِ.

إِلى الأَبْطالِ الَّذينَ يَحْمِلُونَ العُقُولَ مَشاعِلَ، بينما يغرق الخونة في حمق أسيادهم .

وَإِلى القَلْبِ الَّذِي لَمْ يَخْف قَطُّ..

وَإِنْ تَكَتَّمَ بِالدُّمُوعِ.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :