بقلم :: محمد الزنتاني
سمع الكثير عن الجيلاني طريبشان , عن شعره , و تطوّر تجربته الفنية الابداعية , و عن حياته و نزوله من الجبل و تركه لمدينته الرجبان , و أقامته في طرابلس و تنقله عبر فنادقها و أزقة وبيوت مدينتها القديمة , و عن رحلاته و تنقلاته من ليبيا إلى بريطانيا و أيرلندا و المغرب و العراق !
قرأ مجموعتيه الشعريتين , الوحيدتين اللتان صدرتا في كتب , و تابع الكثير من أشعاره المبعثرة في الصحف والمجلات , و انتبه بفضول لكل ما قيل عنه في الندوات الثقافية , و الأمسيات الأدبية , التي تسنى له حضورها !
و لكنه أبدى الكثير من الاستغراب , الذي أسرّ به لبعض أصدقاءه , كما قال , عندما لاحظ ذلك الاهتمام الكبير , و غير العادي بالشاعر , بعد رحيله , و الاحتفاء به و بشعره , بعد غيابه , و بشكل ملفت للنظر , فقال لي متداركا , أو متسائلا أو مستنكرا :
- لماذا حدث كل هذا الاهتمام به , بعد رحيله و ليس قبله ؟!
فأجبته مباشرة , و بوضوح لم أعرف مصدره :
- لأنه رحل بصفاء , في لحظة لم تكن صافية !