في الذكرى الخامسة لوفاته ” صالح عباس الفنان “

في الذكرى الخامسة لوفاته ” صالح عباس الفنان “

  • عبدالله زاقوب

منذ أن وطأت قدماه شوارع وازقة بلدته هون إثر عودته من بنغازي ، حينها وكان ولداً يافع يضج حيوية ونشاط ، ربما يكون قد اكمل مرحلة تعليمه الاوليّ، تعارفنا وكان المزاج متوافق. فثمة خلطة تحاكي بعض مالدينا نحن الاثنان، نلتقي فمنزل آله كان قريباً منا وشارعنا يفضي إليهم في نهاية الأمر، وما ان نشرع بالحكي حتى يتولاه صالح ليصوغ بلكنته البنغازية القصص والحكايات التي ربما غلب على متنها الخيال وتجنح نحو الرومانسية، ونظل نحن نرقب المزيد عن تلك العوالم والوقائع الموغلة في الشطح واللاواقعية….وما ان ولجنا المرحلة الاعدادية حتىاستكملنا مابدأناه بالإذاعة المدرسية بالمرحلة الأولية فصارت لنا برامج تخصنا ولازلت اذكر وزملاء الدراسةايضاً يذكرون برنامج رفيقي صالح عباس، لقاء في المطار، الذي يستقبل فيه وعبره احد العائدين من دولة ما ليحكي عنها وماتمتاز به من إنتاج وعادات وفنون ووو. ثم وفي فترة لاحقة استعار اوطلب من الفرقة الموسيقية وربما من الاستاذ عمر. مسعود وهو في مقام خاله آلة الكمانالتي صار يعزف عليها طوال الوقت رغبة منه في تعلمها ربما لسنوات في شجنٍ ظاهر وروحانية عميقة وتماهٍ غريب مع تلك الآلة. ومع انتقاله للمرحلة الثانوية منحته القصة كتابتهاوالتعرف على الياتها ومبدعيها القاً وحب غير اعتيادي فكنا تلك الفترة نتنفس القصة وليس لنا من حديث إلاعن. يوسف الشريف والقويريان والفاخري والتكبالي.. ويوسف إدريسوعبر هذه المرحلة تم التماس مع الاسبوع الثقافي.. بريد القراء والضوء الأخضر. ومتزامناً مع كتابته للقصة صار يزاوج بين فترة واخرى بكتابة الأغنية وربما تولدت بشكل لافت اثناءتواجده للدراسة الجامعية بالبيضاء بما توفره من مناخ جميل وطبيعة اخاذة ساحرة. فهناك أنجز ايقونتهِ الباذخة، الشباك ، التي ابحر من خلالهاإلى عوالم وجزر بعيدة، ضمّنها كلماترشيقة وصور يومية باتعة تصنف ضمن الأغنية الليبية الشبابية الجديدةحتى أنه صار يهجر كتابة القصة على حساب الأغنية. وكنت حينها في حالةعتاب دائم له في هذا الشأن. حيث صار يعول كثيراً على لقاءته وسفرياتهلمقابلة المطربين والملحنين العرب والليبيين حيث تمازج مع الفنانين احمد فكرون ويوسف العالم وآخرين انتجوا على أثر ذلك حفنة من الأغانيالجميلة والرائعة.وهانحن اليوم نقتفي اثره ونسترجع ذكرياته ورحلته الفنية والثقافية التي صاغ من خلالها وعبرها باقة من المجموعات القصصية ودواوين الشعرالغنائي المرصعة بالجواهر والكلمات المبثوثة والمنمقة بالحب والصدق والوفاء والعشق للارض والانسان اينما كان وحيثما وجد. فقد منح الشاعر صالح عباس الكثير من وقته ليوصل رسالته إلى الأطفال والضعفاءوالمعذبين على الأرض والحالمين بوطن جميل وبهي وفي هذا الشأن ،كتب عشرات الاغاني التي تتغنى بالوطن ارضاً وسماء شمس واعطيات وبشر فاعلين دكنتهم الشمس موغلين في حبه وعشقه بصدق لايضاهى . كما أنه كتب في معالجة قضايا الإنسان المعاصر وتوقهلتحقيق حريته وفكاكه من ربقة الفقر والقهر والعوز والحاجة. وخلق عوالممليئة بالحب والتواصل بين بني البشر في كافة ارجاء المعمورة .له الرحمة والمغفرة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :