- حسن الرحيمي
غريب تولّى المدلهمّات شطره
فيودع فى أقصى المجرّات سرّه
وفى كنف التطواف غاد ورائح
ولم يغتنم مدّ القصيد وجزره
يجندله جرح على وقع آهة
وقد خانه حلم يهدهد عمره
شريد ولاذكرى تلوح بباله
لأضواء تأويل يفكك أسره
كأن قد أتى حزن قديم فسرّه
كأنّ رعودا سوف تبعث فجره
كأنّ رفات الليل تنفض وزرها
على وزره ما أثقل الآن وزره
فمذ ذاك لم يفهم وهل يفهم المدى
كسيحا تردّى لا هوى شدّ أزره
وظلّت عصاه تلقف الوحي دونه
وهبّت طيوف الشوق تنبش صدره
ولاح يقين والقمبص معلّق
يراوده ذئب ليسرق عطره
إلى أن رأى فى كاذب الفجر فجوة
يحف بها الموتى يقيمون قبره
فأغرق ملء الروح أحلام يقظة
طواها على النجوى وفوّض أمره
ومن قبضتيه اساقط العشق بذرة
ستنبت أجيالا تأبد ذكره
فما ألبسته الأرض إلا خطيئة
تمدّ المدى غيما وتسأل طهره
أيصلب نصّ كان ذنبه أمة
تخوّن سيفا ثمّ تطلب نصره
ولمّا تزل منهإ إلى المجد صهوة
ولمّا يزل فيه يجدّد ثأره
يذوق مراراة الهزائم مفردا
وكلّ مولّ للمعارك ظهره
كأنه من طين غريب مخلّق
يجرّ المنايا وهي تلثم نحره
ستكتمل الأحلام وهي سجينة
و ينتصر الإنسان وعدا أقرّه
فشوق لموت كان وعده رفعة
وليل غشاهاسوف يشرق فجره














