فسانيا : منى توكا
نظم الاتحاد النسائي بالجنوب الليبي بالتعاون مع الصالون الثقافي النسائي جلسة حوارية حول العنف الرقمي، و ذلك تزامناً مع حملة مناهضة العنف ضد المرأة التي تستمر سنويًا بهدف رفع الوعي حول مختلف أشكال العنف الموجه ضد النساء والفتيات.
وشهدت الجلسة مشاركة ناشطات ومرشدات وقيادات نسائية، حيث تم مناقشة مفهوم العنف الرقمي، أنواعه، وآثاره النفسية والاجتماعية، إضافة إلى اطلاع الحاضرات على أساليب الحماية ووسائل الدعم المتاحة في حال التعرض لهذا النوع من العنف.
العنف الرقمي… عنف يتسلل إلى البيوت بصمت.
أكدت فاطمة زهراء معتوق، مدير الثقافة النسائية، أن الجلسة ركزت على التعريف بالعنف الرقمي وكيفية تأثير التكنولوجيا الحديثة على الحياة اليومية للنساء، خصوصًا ربات البيوت اللواتي قد لا يعرفن طبيعة الأدوات الرقمية الجديدة أو خطر المعلومات المزيفة.
وقالت معتوق:”ركزنا على تعريف المرأة بأن هناك برامج حديثة قد تنتج معلومات أو صورًا غير صحيحة، حتى تكون قادرة على التمييز ومعرفة السياق، خاصة في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية. هدفنا تمكين المرأة داخل بيتها وحمايتها من الخداع الرقمي“.

الآثار النفسية والاجتماعية.
أوضحت أسماء حسن، مرشدة نفسية بالاتحاد النسائي، أن العنف الرقمي يترك آثارًا نفسية واجتماعية وصحية على المرأة، وقد يؤثر على تعاملها مع نفسها ومع الآخرين. وأشارت إلى أن أشكال العنف الرقمي تشمل الابتزاز والتشهير والتهديد، وتؤثر على حياة المرأة اليومية ومشاركتها في المجتمع.
وقالت حسن: “هذا النوع من العنف يترك آثارًا متعددة، وقد يضعف الثقة بالنفس ويقلل الإحساس بالأمان“.
شعار الحملة: لا عذر.
وأشارت أميرة نوري، ناشطة مدنية وعضو الاتحاد النسائي بالجنوب، إلى أن شعار الحملة هذا العام “لا عذر”، ويهدف إلى التأكيد على عدم وجود أي مبرر لممارسة العنف الرقمي ضد المرأة، وعدم تحويل الضحية إلى متهمة.
وقالت نوري:”الجلسات تهدف إلى تعريف النساء بأنواع العنف الرقمي وآثاره النفسية والاجتماعية، مع تزويدهن بالمعلومات حول التشريعات وطرق التبليغ الآمنة والدعم المتاح“.
التوعية المجتمعية وأهمية التضامن.
أكدت حفصة عبد الحميد، من الاتحاد النسائي بالجنوب، أن مواجهة العنف الرقمي لا تتحقق إلا من خلال التوعية المجتمعية الشاملة، مشيرة إلى أن الابتزاز الإلكتروني أصبح ظاهرة متزايدة في السنوات الأخيرة.
وقالت عبد الحميد:”الأمان الرقمي مسؤولية جماعية تشمل مؤسسات الدولة والتعليم والمجتمع المدني، وهذه الحملة جزء من الجهود المستمرة طوال العام للحد من آثار العنف الرقمي.”
الوعي الرقمي وسلاح الحماية.
تحدثت تودد الأخضر، مقدمة الخدمة وعضو الاتحاد النسائي، عن أهمية التوعية الرقمية للنساء، مؤكدة أن معرفة المرأة بالتهديدات الرقمية تمكنها من حماية خصوصيتها واستخدام التكنولوجيا بشكل آمن، وتشجعها على طلب المساعدة بدل الخوف أو الصمت.
وأضافت الأخضر: “التوعية تمنح المرأة القدرة على حماية خصوصيتها، واستخدام التكنولوجيا بطريقة آمنة، وتشجع النساء على الحديث عن تجاربهن وطلب الدعم، وهو أمر أساسي لتخفيف تأثير العنف الرقمي.”
تجمع هذه الجلسات على أن العنف الرقمي قضية اجتماعية ونفسية وحقوقية تؤثر على النساء بمختلف الأعمار والطبقات، وأن التوعية والتمكين الرقمي يمثلان أدوات أساسية في حماية المرأة وتعزيز قدرتها على مواجهة الانتهاكات الرقمية في الجنوب الليبي.














