بقلم :: عمر الطاهر
السياسة فن و علم و أخلاق و اعنا لست مع الذين يقولون بأن السياسة لا أخلاق لها و أنا كمسلم أيضاً أعي مضمون رسالة الإسلام ، بأنه الاُسلوب الأنسب لحياة الإنسان و سلوكه الأسمى تجاه نفسه و العباد و البلاد .الإسلام مجموعة من التعاليم التي تحتوي على أوامر و نواهي تحث على فعل الخير و تجنب عمل الشر بأنواعه كبر أم صغر و نستنتج من سيرة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم ، أن نتعلم كيف نحيا ، و كيف نمارس الحياة التي هي ، التعليم و الاقتصاد و التجارة و الأخلاق العامة و السياسة قاد رسولنا الكريم الأمة كدولة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ( دولة ) و لا يمكن أن تكون هناك دولة تدار فيها شؤون الرعية و علاقتها بالداخل و الخارج دون أن يكون لذلك مسمى آخر غير السياسة و قاد الرسول الكريم الدولة باقتدار و حنكة ، دون أن يكون سياسياً فاسدا لا وعد له و لا ذمة بل كانت حياته و سلوكه منظومة متكاملة من أسس القيادة لتكون مثالا لأولي الأمر حتى يتبعوه شريعة و منهجا على هدي النبوة ليحكموا بين الناس بما أنزل الله في كتاب لم يفرط فيه من شيء .
و أما ما يحدث اليوم من ساسة هذا البلد ليس من السياسة بشيء اللهم إلا أن يكون غباءً سياسيا هو اعلاول من نوعه في المجتمعات البشرية على مر العصور و أن الأرض في اعتقادي لم تر و لن تر غباء سياسيا كمثل غباء رجال السياسة في ليبيا طيلة هذه السنين السبع العجاف و وراء هذا الغباء السياسي المنقطع و المستحيل النظير ، ثلة جاءت بها الظروف ليس إلا ، و ساعدهم في ذلك إذعان الشعب للطغمة الفاسدة سياسيا و أخلاقيا و دينيا إذ لا بمكن بأي حال من الأحوال أن تصل الأمور في بلد مثل ليبيا كدولة كانت قائمة ، بمؤسساتها الإدارية و العلمية و الخدمية و منظومات الخدمات العامة من كهرباء و مياه صرف صحي و مالية و زراعة و صناعة و منظومة السلك الأمني و العسكري و يكون هذا هو حال الدولة ، و خاصة إذا ما امتلكت الدولة من أرصدة و استثمارات و احتياطيات من العملات الصعبة و الذهب و كل تلك المقدرات التي تجعلها في مصاف الدول الغنية ، و خاصة بأن تعداد سكانها لم يكد يتجاوز الستة ملايين إن دولة بهذا الحجم من الإمكانيات و المقدرات ، يصبح شعبها بين ليلة و ضحاها من أفقر شعوب العالم ، في بضع سنين ، لا بمكن أن نقول لمن يقودها إلا أنهم هم الأغبى سياسيا على مر العصور .