شعر :: المهدي الحمروني
اليوم حبّبْتي الحياةَ لِناظري
لمّا بدوتِ وقد سئِمتُ حياتي
لم التق فيها لوجهي منظرا
فأريتِني في وجهكِ مرآتي
جئتِ وقد ودّعتُ أدمُع عُوّدٍ
سكبى تُبلُلُ ثوبهم ورفاتي
إذ أبصروا مني تساقط مُهجةٍ
وأصمُهم ماخفُ من زفراتي
جزِعوا على موتي البطيء وأشفقوا
وتمنّوا من رأفٍ عليَّ وفاتي
يستنطقون ومالديَّ وصيةً
إلُاكِ حين أبثُهم بوصاتي
فأهُمُُ .. لكني أغارُ لقاءهم
فلئن رأوك تولُوا ضمن وشاتي
وطرقتِ من بعد المنية جثتي
فأذقتِني الميلاد بعد مماتي
وأُقلّب الماضي المُضاع بحسرة
فأرى عزائي أنكم في الآتي
لم يُسلِنِ إلا انتظار قدومكِ
ولقد تولى بك فأمسى تراثي
حل الحلا حالي فحالَ نحولهُ
ما حالَ حولُ الحولِ دون أناة
عبثاً كثيراتٌ تقلّدنَ اسمكِ
لمّا تمادى الفرقُ بالوجناتِ
كنّيتُ عنكِ للعذولِ منوهاً
والله أدرى بالتي في ذاتي
وإذا فقدن رؤاك يوما أعيني
التمسُ طيفكِ في رُبى الخلوات
فهناك عوُدَ أن يلُمَُ تسللا
اما اللجوء له فمن عاداتي
يلتثم صفصاف العبير وقد رخى
سجف الدجى كخمار ليلٍ شاتي
ليُضمَُ بالأجفان من أحضانها
وعِناقهُ يزدانُ بالعبراتِ
شباط 1988 م