بقلم :: عثمان البوسيفي
المسافة بعيدة والدروب شاسعة بين العاصمة طرابلس وبين غات الواقعة على مشارف الحدود الليبية الجزائرية التى اغلقت أبوابها أمام الليبيين بحجة حماية بلادهم من الفوضى ولهم كل الحق في ذلك .
استقليت الطائرة مع زميل لي في مهنة المتاعب والغاية هي الوقوف على حال الصحة البائس في المدينة المنتمية للدولة الغنية بالأرقام والفقيرة على أرض الواقع
عبارة أن مستشفى المدينة خال من الاطباء اشعرني بالفزع وتلاحقت الاسئلة خلفي كيف تعيش الناس هناك وكيف تتدبر أمورها .
تأخر موعد رحلتنا وهي عادة في ظل خدمة سيئة من قبل شركاتنا المحلية العاملة في المجال ساعات تأخير وصلت الى 3 ساعات
أستقبال مدير مستشفى غات الذي كان يشرف على مغادرة فريق طبي قادم من وزارة الصحة التى لم تعد تملك صحة انسانا لحظات الانتظار وبؤس الخدمات .
الحديث عن الصحة حديث عن الحياة وهناك لم نجد أنا ورفيقي حياة فقط أناس تحاول جاهدة البقاء على قيد الحياة في أسعار جنونية لكل ما يحتاجه الإنسان كي يعيش في ظل مستشفى لا يوجد فيه أطباء ومهما تسألت واستغربت لن تجد إجابة شافية فالمستشفى جل أجهزته متهالكة ومع حرارة الصيف تكتشف أن بعض الغرف لا تكييف فيها والاقسام خالية فقط بعض الادوية البسيطة وكيف تصرف الادوية دون وجود طبيب .
أن صادف ولذغك ثعبان أو عقرب لن تجد المصل في المستشفى ولا خيار أمامك غير الطب الشعبي أن فلح في إنقاذك .
اعلم أن الحديث غير مجدٍ في ظل صورة حزينة التقطتها عيناي هناك وترفض المغادرة ويبقى السؤال هل طال عجزنا أن نجد طبيب ودواء يكفل حياة جيدة لأهلنا في غات الحبيبة ؟ تموت الأسئلة كما يموت الإنسان في بلاد الله غالب .
محاولات متكررة واستغاتة يطلقها أهلنا كل صباح ومساء لعل سامع يسمع وينقذ حال البؤساء الذين وجدوا أنفسهم هناك بين الجبال والكثبان .
لطافة وبهاء سكان غات الذين تشرفت بلقياهم لا تغادرني وأنا اشد الرحال الى مدينة أوباري وخلفى الكثير جداااا من الأسئلة.
الشخوص الجميلة المقيمة هناك عاجز أنا عن شكركم وعاجز أن اصنع لكم شئ يعيد ترميم تلك الاجساد الباحثة عن حياة تليق بها ..
نداء استغاثة اطلقه هنا من فسانيا الى وزراء الصحة في الحكومات الورقية علها تنحاز للإنسان القريب من الاندثار في بلاد الذهب الأسود …