بقلم :: محمد مسعود
غرفة معتمة كغرفة خورخي لويس بورخيس، رجل قلق يرتدي نظارات المهاتما غاندي، يجلس بجانب مكتبة ممتلئة بالكتب، يلتقط لنفسه كتاب “صوت الناس” يقلب صفحات الكتاب، يتمعن النظر جيداً، يبدو متعجباً من العناوين، ثم أطلق تنهيدة قائلاً: “هذا الكتاب ممتع للغاية ويستحق التنوير، فقد جعل مسمات المخيخ تتحرر، ربما ثورة فكرية، ستضعني عند أول مشنقة مضادة”
وضع الكتاب جانباً، ثم حدق في العدم حتى أغلق عيناه وذهب إلى باقة الأحلام.
في أول الحلم ..
جلس بزاوية المقهى،
طالباً من النادل فنجان قهوة وجريدة من المعاناة!
في الحلم الثاني ..
يقرأ الجريدة
في الحلم الثالث والرابع والخامس،
شرب القهوة، ودفع الحساب، وطفق يمشي في شوارع المدينة.
أصبح ينظر إلى وجوه الناس وتجاعيدهم، إلى معاناتهم وتفاصيلهم الصغيرة، والتطرف الذي يحدث من خلفهم، حتى وصل إلى شاطئ البحر!
تمعن النظر إلى سرب الطيور الذي يحلق في السماء، أصبح يستمع إلى الأمواج وكأنها موسيقى، كأنها صوت “ألبرت أينشتاين” يصفعه على وجهه ويوقظه من سباته العميق
قائلاً:
“إذا أردت أن تعيش حياة سعيدة فأربطها بهدف وليس بأشياء”
تحسس خده، ثم ذهب إلى السرير ليكمل ما تبقى من باقة الأحلام.
