كشفت مصادر في اللجنة المصرية الوطنية المعنية بمتابعة الشأن الليبي والمكلفة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن حكومة الوفاق الوطني الليبية، تقدّمت بشكوى رسمية إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، طالبته فيها بالتدخّل لدى كل من مصر والإمارات، لوقف مساعدتهما في شنّ طلعات جوية قتالية في مدينة درنة.
وفي السياق نفسه، أعرب عضو المجلس الرئاسي الليبي، محمد عماري، عن تعجّبه مما وصفه بـ”صمت المجتمع الدولي حيال الحصار والتصعيد العسكري حول درنة والكارثة الإنسانية التي يعيشها أهلها”، مشيداً بالمساعدات الإنسانية التي تقدّمها بعض المنظمات الدولية على قلّتها، لسكان المدينة”. وقال عماري في رسالة رسمية بعث بها إلى سلامة، “نحن ندرك حساسية موقف البعثة السياسي، إلا أن الأمر عندما يتعلق بحماية النفس الإنسانية من خطر الموت، فإن السكوت عندها لن يكون مقبولاً ولا مبرراً”. وطالب المجتمع الدولي بـ”موقف واضح إزاء الحصار المفروض عليها واستهدافها بالطيران الحربي، وتجويع ساكنيها، بغض النظر عن طبيعة الأطراف التي تدور بينها رحى الحرب”.
واعتبر عضو المجلس الرئاسي أن “الصمت الدولي يعطي دعماً وموافقة ضمنية على ارتكاب جرائم وسفك دماء، مما يعد انحيازاً لطرف من الأطراف، ويشكك في مصداقية خطط البعثة الأممية لوقف القتال ودعم السلم والاستقرار”. وخلص إلى أن “اتخاذ موقف واضح من المجتمع الدولي والبعثة الأممية يصبّ في مصلحة حماية المدينة وأهلها والرفع الفوري للحصار عنهم”.
في هذا الوقت، كان سلامة يحذر من أن الأوضاع في مدينة سبها الليبية تدعو للقلق. وأعلن في كلمة له أمس خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، دعم إجراء مفاوضات سريعة بين ليبيا وجيرانها الجنوبيين، وجهوزية الأمم المتحدة لتيسير هذه المفاوضات، مشدداً على أن “حالة سبها تؤكد ضرورة عمل ليبيا مع الدول المجاورة لحل الأوضاع”. وتطرق سلامة إلى الانتخابات التي جرت في مدينة الزاوية قبل فترة، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة دعمتها.
تأتي هذه التطورات فيما كانت الجزائر تحتضن أمس الاجتماع الوزاري لآلية دول الجوار العربي الثلاثية لليبيا، والتي تضم مصر وتونس والجزائر. وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، أن الاجتماع يأتي في إطار الاجتماعات الدورية للآلية التي تُعقد بصفة مستمرة للتباحث بشأن آخر مستجدات الشأن الليبي، “وسبل دعم الأشقاء الليبيين على الصعيدين السياسي والأمني من أجل تحقيق التوافق الوطني المنشود والدفع بالحل السياسي، فضلاً عن دعم جهود إقرار الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في البلاد”.
وأضاف أبو زيد، أن “الاجتماع جاء في توقيت بالغ الأهمية، يتم خلاله تكثيف الجهود الأممية من أجل كسْر حالة الجمود في المسار السياسي للأزمة الليبية، واستكمال خارطة الطريق من خلال عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وكذلك الجهود المصرية الرامية إلى توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، فضلاً عن التصدي للتحديات الخاصة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة”. وذكر أن المشاركة الدورية لوزير الخارجية المصري في اجتماعات الآلية الثلاثية تأتي في إطار الاهتمام الخاص الذي توليه مصر لدعم تسوية الأزمة الليبية، والمساعدة في بناء التوافق الوطني وتحقيق التسوية السياسية للأزمة الليبية.
العربي الجديد