أعلن منذ قليل التليفزيون العراقي فوز برهم صالح، مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني بمنصب رئيس العراق، بـ 165 صوتًا، خلال الجولة الثانية من تصويت البرلمان العراقي لمنصب رئيس الجمهورية، بعد تعذر حصول المرشحين على ثلثي الأصوات.وقرر الحزب الديمقراطي سحب مرشحه فؤاد حسين، بعد حصوله على 89 صوتا، واعتبرت هيئة رئاسة البرلمان انسحاب المرشح فؤاد حسين غير مقبول لعدم تقديمه طلبا رسميا.
الدكتور برهم صالح، كان يشغل منصب النائب الثاني للأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وانشق عن الحزب قبيل الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة، وكون جبهة مستقلة خاض بها الانتخابات لم تحصل إلا على مقعدين فقط في البرلمان العراقي الجديد، ثم دخل في مفاوضات مؤخرًا مع الهيئة العليا للحزب، للعودة إليه مجددًا بغية الترشح لمنصب الرئيس العراقي، وهو ما لاقى ترحيبًا كبيرًا، خصوصًا أن برهم صالح قيادي قديم وكادر مهم له تاريخ طويل مع الحزب، خصوصًا أنه شغل سابقًا منصب رئيس حكومة الإقليم مرتين، ما دعا الهيئة العليا المكونة مما يقارب 60 عضوًا، تفضله عن المرشحين الآخرين.
برهم أحمد صالح، هو سياسي كردي عراقي ولد عام 1960 في مدينة السليمانية، وتتضمن سيرته الذاتية مسيرة حافلة، حيث شغل منصب رئيس حكومة إقليم كردستان مرتين، وتم اعتقاله من قبل نظام حزب البعث مرتين بتهمة انتمائه للحركة التحررية الكردية، وأمضى 43 يومًا في معتقلات الأمن؛ حيث تعرض إلى التعذيب، وأدى امتحانات الدراسة الإعدادية في المعتقل، وتخرج بتفوق حاصلا على المرتبة الأولى في كردستان والثالثة على مستوى العراق بمعدل 96.5%، ثم غادر العراق متوجها إلى المملكة المتحدة لإتمام دراسته بعد الإفراج عنه.
ومع نشاطاته السياسية وانشغاله بقضية شعبه، فقد أتم دراسته الجامعية حاصلا على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة كارديف عام 1983، ومن ثم شهادة الدكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكومبيوتر من جامعة ليفربول عام 1987، كما عمل بعد تخرجه كمستشار هندسي في إحدى الشركات الاستشارية في المملكة المتحدة.
انضم سرا إلى صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK) أواخر عام 1976، ومن ثم أصبح عضوا في تنظيمات الاتحاد بأوروبا، ومسئولا عن مكتب العلاقات الخارجية للاتحاد في العاصمة البريطانية – لندن، وتم انتخابه عضوا في قيادة الاتحاد في أول مؤتمر للحزب عام 1992، حيث تم تكليفه بمهمة إدارة مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أصبح ممثلاً لأول حكومة في إقليم كردستان لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان له دور بارز في التعريف بقضية الأكراد ومعاناة الشعب العراقي في دوائر واروقة صنع القرار.
بعد سقوط نظام حزب البعث في العراق، تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة عام 2004، ومن ثم وزيرا للتخطيط في الحكومة العراقية الانتقالية عام 2005، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في أول حكومة منتخبة عام 2006 حيث تولى مهمة الملف الاقتصادي ورئيسا للجنة الاقتصادية.
وقد أطلق عن الحكومة العراقية مبادرة العهد الدولي مع العراق، والتي كانت ميثاقا للالتزامات المتبادلة بين العراق والمجتمع الدولي، وتهدف إلى مساعدة العراق في النهوض بواقع القطاعات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ومساعدة العراق في التخلص من الديون المتربة عليه جراء سياسات النظام السابق.
كما أسس برهم صالح الجامعة الأمريكية في العراق بمدينة السليمانية، ويشغل منصب رئيس مجلس أمنائها حاليا، وله نشاطات في المجال الثقافي ودعم نشاطات المجتمع المدني، حيث ترأس هيثة أمناء الملتقى العراقي، وهو لقاء ديمقراطي عراقي يضم شخصيات وطنية وثقافية ووجهاء من أطياف المجتمع العراقي، ويضم الملتقى منظمة واعدون ومشروع هيوا لدعم الطلبة المتميزين في الجامعات العراقية في بغداد وجنوب العراق وكردستان.
رشح من قبل القيادة الكردستانية رئيسا للقائمة الكردستانية التي حققت الفوز في الانتخابات التشريعية، في إقليم كردستان عام 2009 وكلف بتشكيل الحقيبة السادسة لحكومة إقليم كردستان، حيث تولى منصب رئيس حكومة الإقليم منذ عام 2009 إلى عام 2011، وقد تبنى برنامجا طموحا ومبادرات عديدة منذ توليه منصب رئيس الحكومة، يهدف إلى دفع عجلة التنمية والازدهار والنهوض بواقع الخدمات والتعليم والصحة والإعمار، ومن هذه المبادرات إطلاق برنامج لتوفير الزمالات لطلبة الإقليم للدراسة في الجامعات العالمية الرصينة، ودعم صندوق الإسكان، وإنشاء جامعات جديدة، ومنح القروض الصناعية، وزيادة رواتب ذوي الشهداء والمؤنفلين والتنظيم القانوني لعمل منظمات المجتمع المدني وغيرها.
وفي عام 2014، رشح مع الدكتور فؤاد معصوم من قبل حزبه لشغل منصب رئاسة الجمهورية العراقية، إلا أنه استبعد في انتخاب أجري بينهما من قبل أعضاء الكتلة الكردستانية في مجلس النواب العراقي، ليكون الدكتور فؤاد معصوم هو المرشح الوحيد للكتلة، والذي انتخب فيما بعد في مجلس النواب العراقي رئيسا للجمهورية حتى الآن.
ويتمتع الدكتور برهم أحمد صالح بعلاقات كردستانية، عراقية، إقليمية ودولية واسعة كونه سياسيًا معتدلا ومنفتحا على جميع التيارات السياسية في البلاد، ويتمتع بشبكة علاقات وثيقة مع الوسط الإعلامي والثقافي، كما له العديد من النشاطات في المحافل السياسية والثقافية والاقتصادية العالمية.