فسانيا :: زهرة موسى
تزداد أعداد الحالات المرضية المترددة على العيادة النفسية بسبها هذا ما أكده الأخصائيون النفسيون و الطبيب النفسي بالعيادة هذه الأمراض تشمل الفصام العقلي ، و الاكتئاب و القلق ” منذ العام 2011 وحتى الآن، حيث تصل أسبوعيا أعداد المترددين على العيادة إلى 40 حالة أسبوعيا من مختلف مناطق الجنوب، وتعد العيادة الوحيدة بالجنوب ، تقع بمدينة سبها في حي الثانوية ، أسست العيادة في تسعينيات القرن الماضي ، و تستقبل العيادة الكثير من الحالات النفسية و العصبية وحالات الإدمان ، يوجد بها طبيب نفسي واحد ” محمد البوسيفي ” ، و عدد من الأخصائيين النفسيين ، و الاجتماعيين وتعمل طيلة أيام الأسبوع في زيارتنا للعيادة رصدنا عملها الدوؤب وتواصلنا مع عدد من الحالات بداخلها .
تتم جلسات العلاج بحضور الطبيب النفسي و أخصائي نفسي واجتماعي قال ” محمد البوسيفي ” طبيب نفسي ” العيادة موجودة منذ تسعينات القرن الماضي ” هي تعالج عدة حالات مرضية ” القلق و التوتر و الاكتئاب بعد الولادة ، و انفصام بالشخصية ، الصرع ، الشيخوخة ، الزهايمر، التخلف العقلي ، التخلف الدراسي ، مشاكل المراهقة ، الإدمان أيضا ” كل هذه الأمراض يتردد المصابون بها على العيادة ، ويتم التعامل معهم بالنصح و الإرشاد أو بأخذ الأدوية و العقاقير ، و ذلك بعد تشخيص الحالة ، و يحضر جلسات العلاج أخصائي نفسي ، و أخصائي اجتماعي بالإضافة إلى الطبيب النفسي .
سِـجِـلاّت خَـاصّـة للْـمَـرْضَـى المُـصَـابِـيـنَ بـِالأمْـرَاضِ المُـزْمِـنَـة مَـوْجُـودَة بِـالْـعِـيَـادَة
أضاف ” كان هناك أطباء قبلي بالعيادة ، مرت عليهم نفس هذه الحالات ، و قاموا بالتعامل معها ، و هناك سجلات ، خاصة للمرضى المصابين بالأمراض المزمنة موجودة بالعيادة تؤكد عدد المرضى ، والآن بات هناك وعي لا بأس به لدى الناس اتجاه مفهوم العيادة النفسية ، وهذا الأمر ملحوظ بعدد المرضى المترددين على العيادة .
زِيَـادَةُ عَـدَدِ المُـصَـابِـيـنَ بِـبَـعْـضِ الأمْـرَاضِ النّـفْـسِـيّـة مُـؤخّـرًا
أشار : ” ازدادت في السنوات الأخيرة نسب الإصابة ببعض الأمراض النفسية ” الانفصام بالشخصية ، الصرع ” و كذلك الإدمان ” وهذا يعود إلى الأوضاع الحياتية التي نعيشها و أتمنى من خلال صحيفتكم تعريف الناس بالدور الذي تلعبه العيادة النفسية ، و أهمية ما تقدمه ، حتى و إن كانت جهودنا بسيطة ، ولكن نتمنى أن يتم الاهتمام بهذه العيادة لأنها مهمة جداً .
نَـقْـصُ الأدْوِيَـة يُـسَـبّـبُ انْـتِـكَـاسَـة لِـلْـمَـرْضَـى ويُـؤَثـرُ عَـلَـيْـهِـمْ بِـشَـكْـل سَـلْـبِـيّ
قالت ” سالمين عيد ، موظفة بالصيدلية ” هناك نقص كبير في الأدوية و خاصة في بعض أنواع الأدوية الأساسية ، هذا الأمر يؤثر بشكل سلبي على المرضى ، و الأستاذ عياد مدير المشفى يسعى لتوفر الأدوية بشكل دائم ، وهو قد تعاون مع عدة منظمات في وقت سابق و قام بتوفير بعض أنواع الأدوية ، و لكننا الآن أيضا نمر بأزمة نقص في الأدوية ، و المرضى قد لا يستطيعون توفيرها من الصيدليات التجارية ، لأن معظم أدوية الأعصاب باهظة الثمن ، و بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية قد يصعب عليهم توفيرها ، فقد تصل حقنة ال5مل إلى 40 دينارًا ليبيًا ، وهذا قد يضطر المريض لأخذها أكثر من مرة في اليوم لأن مفعولها بسيط ، فقد يصل الزيبريكس إلى 150 د.ل فما فوق و هذه الأدوية تعتبر مهمة جدا للمريض ولهذا نتمنى أن يتم توفرها في العيادة .
صَـيْـدَلـيّـة العِـيَـادَة النّفْسِيّة فَقِيرَة جِدًا بِهَا حُجْرَة وَاحِدَة
أفادت ” سليمة زيدان ” أخصائية نفسية ” هي عيادة بصفة عامة تعمل على مستوى الجنوب ، و تستقبل حالات من مختلف مناطقه ، و هي العيادة النفسية الوحيدة بالجنوب ، و هي في حقيقة الأمر ليست عيادة متكاملة بل عبارة عن حجرة واحدة يجلس بها الطبيب و الأخصائي النفسي و الممرضة ليستقبلوا الحالات ، و الصيدلية ، هي الأخرى فقيرة جدا ، وفي أغلب الأحيان تأتينا حالات مستعجلة ، و تحتاج إلى علاج مستعجل ، مثل ” الهالدون ، الزيبريكسا ، وأهم الأدوية التي تعمل على تهدئة المرضى غير متوفرة في الصيدلية ، و بعض المرضى ” الأمراض المزمنة ” عند عدم تلقيهم العلاج لفترة محددة يصابون بانتكاسة ، وهذه الانتكاسة قد تؤثر بشكل كبير على المريض ، وقد يصعب إخراجه من هذه الحالة ، فلهذا من الضروري أن تكون هذه الأدوية متوفرة ، و يحرص المريض على أخذها بشكل منتظم . الوعي و الحاجة هما السبب وراء تردد الكثيرين على العيادة ذكرت ” وأضافت : عملت هنا منذ العام 2009 وحتى الآن مرت علينا العديد من الحالات ، و خاصة يوم الأحد من كل أسبوع تشهد العيادة ازدحاما كبيراً من المرضى المترددين على العيادة ، و هذا يدل على الاحتياج الشديد و الوعي الشديد لدى الحالات ، و بصراحة أكبر ، فإن عدد الحالات بدأ يتزايد منذ العام 2011 و هذا يرجع إلى الضغوطات و الأوضاع التي نعيشها ، وقد بدأ البعض يتخذها كشماعة ” بأنه بسبب الحرب و الضغوطات النفسية أصبحنا نتردد على العيادة “، وهذا يعني أن زيادة المترددين على العيادة له جانبان جانب سلبي و آخر إيجابي . هل أصبح هناك وعي و تقبل لدى المرضى بكونه مريضاً نفسياً و يحتاج للعلاج و أن العيادة النفسية ليست للمجانيين فقط ؟ أجابت ” سؤالك ينعكس على الوصم ، بكون المريض النفسي يتردد على العيادة ، بالعكس هذا الأمر كان قديما ، ففي السابق كان البعض عندما يأتي للعلاج بالعيادة النفسية ، كان يتصل بنا و يتم الجلوس معه في أحد الحجر الأخرى التابعة للعيادة العامة ” الجراحة ، أو النساء ، الحقن ، الأسنان ” و لكن الآن تم تجاوز هذا الأمر . ما أكثر الحالات المترددة على العيادة ؟ أوضحت ” أكثر الحالات ترددا على العيادة ، الفصام العقلي ” شيزوفرينيا ” ، الاكتئاب النفسي دوبرشن ، و كذلك الآن بدأت تظهر بعض حالات التوحد أيضا ، لدرجة أن هناك تخوفا منها ، فبِجرد صيدلية العيادة النفسية فقيرة جدا بها حجرة واحدة فبمجرد أن تظهر بعض الأعراض على الطفل يتوجه به إلى العيادة للتأكد من إصابته بالتوحد أو لا.
مَـرَاحِل عِـلاجِ المَـرِيضِ التّـشْـخِـيـص فَـتْْح مَـلَـف وَالبَـدْءُ فِـي العِـلاجِ
بينت ” عند حضور المريض يتم تشخيصه ، لمعرفة إذا كان مريضاً نفسياً أو مريضاً عصبيا ، أو إذا كان يعاني من حالة من الضغط النفسي أو القلق ، و ذلك يتم عن طريق الطبيب النفسي و هو يقدم علاجاً دوائيا ، و أما الأخصائي النفسي وظيفته تشخيص الحالة ، و هل هي حالة مرضية عرضية أم حالة مزمنة ، فإذا كانت مستعصية أو مزمنة يتم فتح ملف و يتلقى العلاج ، و إذا كانت عرضية فيتلقى النصائح و الإرشادات .
لا مَـكَـانَ للأخَـصَـائِـيّ النّـفْـسـِيٍ بالعِـيَـادَة ولاَ مَـكَـانَ لِلإيوَاء
ما هي أكبر المشكلات و العوائق التي تواجهكم ؟
المشكلة الأساسية التي نعاني منها هي عدم وجود مكان خاص بالأخصائي النفسي بالعيادة ، وكذلك طبيب واحد و حجرة واحدة ، و عدم وجود إيواء بالعيادة ، و قد قمت بتقديم مقترح للصحة و التضامن الاجتماعي ، و مؤخرا قدمنا مقترحا للسيد حزاز بصندوق التضامن الاجتماعي ، للنقص الشديد لمركز إيواء الحالات المستعصية ، فكان هناك مبنى في السابق ، وقدمت مقترحا متكاملاً عن منحنا الإذن باستعمال هذا المبنى ، و أتمنى أن يوجد في الجنوب مركز إيواء ، بكون أن الجنوب منطقة كبيرة بحاجة لهذا المركز ، كما أنه توجد كفاءات قادرة على العمل بهذا المركز
هل تعاني العيادة من نقص في عدد الأخصائيين النفسيين ؟
أشارت ” هناك عدد لا بأس به من الأخصائيين ، و لكن فرص العمل قليلة جدا ، فحتى أنا تم تحويلي إلى التضامن الاجتماعي بسبب ، قلة العمل بالعيادة ، ولهذا فإذا كان هناك مركز نفسي متكامل بالمدينة لضَـمّ كوادر و كفاءات كثيرة ، و هناك خريجون كثر من جامعة سبها كلية الآداب سنويا ، وخلال الأعوام الأخيرة لوحظ اتجاه الكثيرين لدراسة علم النفس ، لهذا أتمنى أن يتم احتضان كل هذه الكفاءات بإنشاء مراكز نفسية بالجنوب .
نوهت ” توجد الكثير من الحالات التي قد تتعرض لفترات الانتكاسة بعد نقص الدواء ، فالوضع يستقر عند الاستمرار على أخذ الأدوية بانتظام، و بعد الانقطاع عنها لفترة يدخل المريض في فترة الانتكاسة ، و تعتبر حالات الفصام هي الأكثر عرضه للانتكاسة بعد نقص الدواء ، فهناك حقنة “الهالدرو ” تعطى في العضل ،و مفعولها شهري ، و تبدأ في تعديل مزاج المريض و يصبح طبيعياً ، طوال فترة انتظامه على أخذ الحقنة ، و لكن بمجرد نقص العلاج ، ينتكس المريض ، وكما رأيت منذ قليل المريض كان يتكلم بكل و عي و ثقافة ، و يتحدث مع الطبيب متناسق الحوار و بجمل مترابطة ، شخص طبيعي ، و هذا لأنه منتظم على العلاج و قد أخذ حقنته ، و لكن في حال نقص العلاج لمدة شهر ، سيكون في حالة عكس ما رأيته الآن و سيتم جلبه إلى هنا وهو” مربط بالسلاسل ” تصلنا بعض الأدوية وهي منتهية الصلاحية أو بقي على موعد انتهائه شهران
أردف “عيسى عبد الباقي ” نائب مدير العيادة ” أنا حديث العهد بالعيادة ، ولكن بشكل عام، نشهد نقصاً كبيراً في الأدوية بالصيدلية سواء الأدوية النفسية أو الأخرى ، و بعضها تأتي منتهية الصلاحية ، أو بقي على موعد انتهائها شهر أو شهران ، و عند جلبها لا يمكن للمرضى الاستفادة منها ، و هذه معاناة جل المراكز الصحية بسبها ، وعلى رأسها مركز سبها الطبي ، وهي ليست مشكلة جديدة . و تابع ” أتمنى أن يتم توفر الأدوية لكل المراكز الصحية ، فالدواء شيء مهم و أساسي و هو يتعلق بحياة المريض ، و خاصة الأدوية النفيسة لأن لها أثر سلبي جدا على المريض في حالة عدم أخذها لفترات طويلة ، كما أتمنى من الأخصائيين الاجتماعيين و النفسيين ، إتمام دورهم على أكمل وجه من بحث و إحصاء ومتابعة ، وزيارات مكثفة ،لأن دورهم داعم للطبيب النفسي و العلاج النفسي للمرضى . ” حالة مرضية ” قال ” أخ المريض ص ” أخي هو أحد المرضى المترددين على العيادة ، و السبب في ذلك أنه في أحد الأيام خرج ليسهر مع أصدقائه بأحد المقاهي ، و أثناء جلوسه هناك قدموا له كوب قهوة ، بطبيعة الحال تناوله بالرغم من أن طعمه كان غريبا وكان إصرار الأصدقاء على تناوله لهذا الكوب بالتحديد أمرا مريبا بعض الشيء ولكنه لم يهتم لشعوره ، و تناول الكوب شعر ببعض الدوخة و لكن تظاهر بأنه على ما يرام .
أكمل السهر و عاد إلى المنزل في وقت متأخر ونام ، في الصباح شعر ببعض الثقل في رأسه ، و اعتقد بأنه أمر عادي جداً ، ومع مساء اليوم الثاني بدأ أخي يصرخ وهو ممسك رأسه بيديه ، و بدأ في حالة غريبة جداً ، و أخذ يضرب و يحطم كل شيء أمامه ، و بصعوبة كبيرة استطعنا تهدئته ، و في اليوم الثالث عادت نفس الحالة ، استمررنا أسبوعاً على هذه الحالة غير الطبيعية ، و بعد أن بحثنا و استقصينا عن الأمر عرفنا من بعض أصدقائه بأن أحد أصدقائه ، قد وضع له حبوبا مخدرة في كوب القهوة ” و لهذا قمنا فورا بنقله إلى مركز للعلاج بطرابلس ، و تلقى العلاج هناك لفترة عشرين يوماً ، وعاد لوحده من طرابلس إلى هنا ، و تحسن وضعه و أصبح مستقراً . نوه ” الآن بعد مرور بعض الوقت ، لازال يعاني من نوبات الغضب الشديد ، ولهذا قررنا أن نأتي به لتلقي العلاج هنا عند الدكتور محمد البوسيفي ، و أتمنى أن يتلقى العلاج المناسب ، و يشفى تماما .