كتبت :: أميرة فتحي الميار
( عبر رحلة ضنكة إلى ليبيا) قراءتي لكتاب الطريق إلى عمر المختار في البداية يجب أن نُعرف محمد أسد من هو محمد أسد؟ مفكر إسلامي كبير له العديد من الكتب ولكن كان كتابه “الطريق إلى مكة” نقطة تحول و فضل للكثير من الناس في اعتناق الإسلام، لكن لم يكن” الطريق إلى مكة” كتابه الأول فقد كتبَ قبل أن يعتنق الإسلام كتاب “الشرق غير الرومنسي” وهناك العديد أيضا من الكتب التي كتبها حول الثقافة الإسلامية أما بالنسبة لكتاب “الطريق إلى عُمر المختار” عبارة عن فصل من كتاب الطريق إلى مكة قام الأستاذ سعيد العريبي بترجمة هذا الفصل الذي يحكي عن لقاء الكاتب ”محمد أسد” بالسيد أحمد الشريف السنوسي أمير الجهاد في ليبيا بالمدينة المنورة،والمهاجر هجرة قصرية فيها واستطاع أن يثبت للسيد الشريف ولاءه للحركة السنوسية عن طريق رحلته في أواخر يناير 1931 من المدينة المنورة إلى ليبيا مرورا بمصر وما ترتب على ذلك من عوائق كادت أن تُودي بحياته هو ورفيقه زيد، حتى وصل إلى ليبيا وقابل الشيخ عمر المختار في لقاء محفوف بالمخاطر ليوصل له رسالة السيد أحمد الشريف السنوسي… التي تخبره عن إمكانية إيجاد حل آخر لإمداد المجاهدين بالمؤن عبر واحة الكفرة الواقعة في جنوب برقة بعد أن أغلق الإنجليز في مصر أغلب المعابر التي كانوا يأتون من خلالها بالإمداد ولكن رد الشيخ عمر المختار كان حاسما حول الحل الذي جاءه من السيد الشريف على يد محمد أسد لأن الرحلة كانت طويلة لإيصال الحل متأخرا، وقد وصلت الرسالة له بعدما وقعت الكفرة بالفعل في يد الطليان وفي ذلك الوقت كان محمد أسد يعيش مع المجاهدين حالة الجهاد والترقب الدائمة بالجبل الأخضر وبعد أن تم إبلاغ رسالته سلك محمد أسد طريق العودة للمدينة المنورة عبر أسلاك شائكة وبين شجر العرعر بالجبل الأخضر هو ومجموعة من المجاهدين حتى وصل إلى مصر ومن ثم إلى المدينة المنورة مجددا استغرقت رحلة عودته شهرين ليخبر السيد الشريف عما قاله الشيخ عمر المختار بخصوص رسالته، لكن كان جسد السيد أحمد منهكا وخفّ بريق أمل العودة لليبيا في عينيه واستسلم للواقع الذي تحتم على المجاهدين هناك بعيدا عنه، وما لبث الشيخ عمر المختار بعد زيارته إلا ثمانية أشهر تقريبا حتى نفذ فيه حكم الإعدام بتاريخ 15_9_1931 سوف يكون هذا الكتاب من أخف الكتب التي سوف تقرؤها عن السنوسية، والأستاذ سعيد العريبي كان موفقا جدا في ترجمته كما أن تقسيم عناوين الكتاب ليس مملا للقارئ، الكتاب لايحتاج للكثير من النقد أو لشدة الإعجاب به أيضا لأنه كما أشرت سابقا أنه مجرد فصل من كتاب الطريق إلى مكة ومن أجل أن تنتقده جيدا يجب عليك قراءة الكتاب كاملا.