متابعة :: نيفين الهوني
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية نظم الصالون الأدبي بإدارة الصحافية سماح قصدالله في دار الثقافة ابن رشيق بالاشتراك مع منتدى بيت القصيد ببيت الشعر التونسي أمسية شعرية وفنية كبرى الأيام القليلة الماضية بحضور لفيف من الشعراء والقاصين والأدباء والمثقفين بتونس والوطن العربي وقد قدم الأمسية الصحافية سماح قصدالله مدير الصالون الأدبي والشاعر معز الحامدي مدير منتدى بيت القصيد ببيت الشعر التونسي حيث
قالا: كلما ارتجّت اللغة يتساقط الحرف نجما ليجيء الحلم قمري الملامح والرؤى ، وهذه الملامح ملاحمنا الأولى على أرضنا الفصحى، هذه أرضنا يغدو فيها الصوت لحنا كي نعيد الحلم فجرا للصدى ، يغدو فيها القول صبرا كي نعيد الشعر نصرا للمدى .
وعلى إثر الكلمات الافتتاحية للبرنامج العام للأمسية التي نالت رضا واستحسان الجميع عرض شريط مرئي عن اللغة العربية ومن ثم بدئت القراءات الشعرية التي ضمت في المجموعة الأولى كلا من الشعراء كمال بوعجيلة وعائشة الخضراوي وعلالة الحواشي و أمامة الزاير على إثرها كانت المداخلة الموسيقية الأولى مع الفنان إحسان العريبي أما القراءة الشعرية الثانية فقد ضمت الشعراء الشاعرة المغربية ليلى نسيمي والشاذلي القرواشي وآسيا الشارني و محمد الهادي الجزيري ومن ثم بدأت المداخلة الموسيقية الثانية للفنانين زكريا القبي وأنيس القليبي واللذين قدما عرضا موسيقيا بالكمان أثار دهشة وانبهار الجميع وقد صرحا لأول مرة أنهما بصدد عمل تجربة جديدة في تونس وهي مسرحية كوميدية موسيقية وفي بادرة لدمج القصة ضمن الفاعليات الأدبية كانت هناك قراءات قصصية للقاصة الليبية نيفين الهوني والقاصة التونسية نجيبة الهمامي وبالعودة إلى القراءة الشعرية الثالثة وجد الجمهور أنها تضم كوكبة جديدة من شعراء تونس – الأجلاء وهم الشاعرة هنده محمد و روضة الفارسي وصالحة الجلاصي ثم حان وقت مداخلة الفنان سامي دربز الموسيقية الأولى صاحب مجموعة موريس كاس والتي عنونها ب هبة وضمن القراءات الشعرية الرابعة كان الشعراء في الموعد وهم لطفي الشابي وماجدة الظاهري وجمال الجلاصي والثريا رمضان و سامي الذيبي والشاذلي القرواشي ومسك الختام سلوى الرابحي ثم مداخلة موسيقية أخيرة للفنان سامي دربز بعنوان موسيقا نحو تستور واختتمت الأمسية بقراءة البيان الختامي.
قَالُوا فِي الأمْسِيّة كمال بوعجيلة نص (لا شيء يشبهني ) لا شيء يشبهني وأنا لا أشبه نفسي حتى نفسي لا أشبهها ووجهي لا يشبه وجهي في المرأة فقط عشقي لتلك المرأة تلك المرأة بالذات تشبهني اختطف مني مهجتي شعري حنيني والكلمات وأنا ذاك العشق أعنيه حين أقول أنا وقد حجب عني تفاصيل الرؤية والرؤية وحجب عني وجه المرأة لماذا كنستي النساء جميعا بقلبي وأسلمتني للرصيف وأرجئت موعدنا للربيع وأنت علمتني أن أحب الخريف وعلمتني أن أحبك أنت فقط وأنت فقط رغم هذا النزيف وفي الحب أنت اختزال النساء جميعا وأنت فريدة فكيف إذا غبت تأتي القصيدة وفي القول أنت المجاز والاستعارة فكيف بدونك يحلو الكلام وكيف بلا أنت تحلو العبارة الشاعرة هندة محمد جزء من نص مناسك اللغة السمراء مطر مواويل وبوح نهار يجرون خلف حكاية الأنهار يجرون والأسماء تبذر شمسها في الأرض حتى يستضيء نهاري والعابرون سماءها في حيرة تنساهم الطرقات في الأشعار سفر كأن الريح تسكن قلبها وكأن فوضاها تعد غباري هي دهشة الأسماء تجتاحني خبرا ومبتدأ كما الأمطار لغتي سماء دمعها أسراري والضوء موسيقا من الأفكار لغتي منارات البحار أشدها نحو السماء لتستحم بناري لغتي الهواء ووردة في القلب تنمو بين أقبية الغياب العاري الشاعر علالة الحواشي /
نص البحر أبي ملاح
أمي سمكة
وأنا الراسخ في الأملاح
أتفوه بالحكمة
أبصر من ثقب الشبكة
وأقول رأيت
ويمتنع الإفصاح
فأعبر بالتلميح وبالحركة
فيقول الجاهل
مجنون تتعقبه الأشباح
ويقول العاقل
ويحك
ألقيت بنفسك بالهلكة
ويزور البحر
وقد أسرته الألواح
وتطير نوارسه البيض
بأجنحة ما عادت مرتبكة
الشاعرة أمامة الزاير (حكة النفة) حكة النفة في خزانة أبي خلسة نشتم عطرها اللاذع مثل فيلم ممنوع من البث لونها الفضي حوض سباحة حكة النفة تلك اختفت بين الملابس المعلقة ندرك بعد أعوام أننا لم نخرج من تلك الحكة بعد الشاعرة المغربية ليلى نسيمي دخلت هذا الصباح بقليل فرح ونزر يسير من الحب قطفته خلسة من بستان العمر قلت له ماضر لو نطفئ في عسل الكلام فتيل القلب المتورم عشقا ونجلو عن اللب غبار السؤال القاصة نجيبة الهمامي / قصة وجه آخر للحكاية أنا ليلى أيها الذئب أعرف اذهبي إلى بيت جدتك من هذا المكان إنه آمن فعلى الواجهة الأخرى تبادل نيران أسرعي واحذري الألغام المضادة ماذا ألن تهاجمني ؟ ليلى يكفي من الزيف والقتل اتركوا زوجي يعيش زوجك ماذا تقصد ؟ أنا الذئبة زوجة الذئب سألد الآن ساعديني اشتد وجع المخاض على الذئبة أخذت ليلى هاتفها الجوال وطلبت الإسعاف الشاعر سامي الذيبي لنكن صريحين في مسألة الدراسة في طفولتي كنت أكره الدراسة والدروس وأحب اللعب كثيرا لكنني واصلت تعليمي فقط كي أحصل كل مساء على رغيف مطلي بالسردينة والهريسة كانت تقدمه الحكومة لأبناء المناطق النائية لنكن صريحين في مسألة الأناقة في طفولتي كنت أملك سروالا واحدا وجوربا واحدا وحذاء ممزقا وحلما وحيدا هو أنني عندما أكبر سأجفف كل أنهار الدموع لنكن صريحين في مسألة الشعر هذا الشعر لقد كتبت أول قصيدة شعر في حياتي لسببين اثنين الأول في مسابقة شعرية خارج قريتي الريفية ورؤية المدينة لأول مرة والسبب الثاني والأهم الحصول على الجائزة المالية كي أسدد بعضا من ديون أبي لنكن صريحين في مسألة الإيمان الإله الذي نعول عليه أعرفه أعرف أنه يعرفني وحتما بيننا محبة الإله الذي أعول عليه ليس إله القتل والنفاق والشيوخ الكذبة الإله الذي أعوّل عليه لم تأخذني إليه التفاسير ولا الأحاديث ولا المذاهب ولا حتى الصدفة الإله الذي أعول عليه قادتني إليه جدتي جدتي التي بالكاد تحفظ الفاتحة.