الثّقَافَةُ الْمَغْرِبيّة مَا وَرَاءَ الْحُدُودِ: فِي سُوَيْسِرَا وَألْمَانْيَا. رِضْوَان ضَاوِي. ، مجلس الجالية المغربية بالخارج، الرباط، فبراير 2019. صدر للباحث المغربي في الدراسات المقارنة الدكتور رضوان ضاوي دراسة موسومة بـــ”تمثلات الثقافة المغربية في المؤلفات السويسرية والألمانية من 1830 إلى 1911. (دراسة مقارنة)” هذا الأسبوع ضمن منشورات مجلس الجالية المغربية بالخارج (ومقره بالرباط). تجدر الإشارة إلى أن مجلس الجالية المغربية بالخارج، وضمن احتفالها بالثقافة المغربية تحت شعار “المغرب في العالم: الثقافة المغربية ما وراء الحدود” ستعرض مجموعة من الكتب تحتفي بالثقافة المغربية، وقد برمج المجلس مجموعة من اللقاءات العلمية من أجل مناقشة وتقديم أهم إصداراته الحديثة، من بينها مائدة مستديرة مخصصة لمناقشة وعرض كتاب “تمثّلات الثقافة المغربية في المؤلفات السويسرية والألمانية من 1830 إلى 1911. (دراسة مقارنة)”يوم الأربعاء 13 فبراير في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء. الدكتور رضوان ضاوي أستاذ اللغة الألمانية ومترجم متخصص في الدراسات الألمانية والثقافية المقارنة. حصل على الدكتوراة في الدراسات المقارنة من جامعة محمد الخامس بالرباط وعمل أستاذاً زائراً في معهد الدراسات العربية والدراسات الإسلامية بجامعة مونستر بألمانيا، وشارك في عدة مؤتمرات وورشٍ منها ورشة الترجمة من الألمانية إلى العربية في بيت لورين للمترجمين في سويسرا (2016). نشر العديد من الترجمات والدراسات في المجلات المغربية والعربية والدولية، شارك في تأليف عدد من الكتب منها: كتاب “الثقافة الشعبية المغربية في النصوص الوطنية والأجنبية” (كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالرباط، 2016) وكتاب “موسوعة المثقف” (دار المثقف، الجزائر، 2017) وكتاب “مغارب” (مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني، 2018). اشتغل الباحث رضوان ضاوي في هذا الكتاب على تمثّلات المغرب الثقافيّة في مجموعة مختارة من الكتابات باللغة الألمانية من سويسرا وألمانيا والنمسا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من زاوية مقارنة، وعمل على إضاءة مظاهر تنوّع اللقاء الثقافي بين المجال الثقافي السويسري- الألماني والمجال الثقافي المغربي- المغاربي، مستعيناً بالدراسة المقارنة وبنظرية التلقي سنداً منهجيّاً اعتمد عليه للاقتراب من هذه النصوص. يمثل هذا الكتاب دراسة لأهم القضايا الثقافية التي تعرض في مؤلّفات الرحّالة والمستشرقين السويسريين والألمان والنمساويين، من خلال تتبع نماذج التفكير الثقافية والتاريخية التي اهتمّ بها السويسريون والألمان في مؤلفاتهم؛ وهي البعد الجغرافي الطبيعي،…. والتفسير الفكري المتخيّل للثقافة المغربيّة. إن هدف هذه الدراسة هو إقامة حوار علمي ثقافي بين الثقافتين، في وقت يلاحظ الباحث في هذه النصوص بالمقابل صراعاً ثقافياً؛ فالمغاربة كانوا يفتخرون بثقافتهم بينما مثّل الأوروبيون حضارة كونية بقيمهم المتعلّقة بالاستعمار والرأسمالية والحداثة والتصنيع، وهي ثنائية حاضرة في كتاباتهم باللغة الألمانية. وعلى هذا الأساس يخلُص البحث إلى أنّ صورة “المغرب المشرقي” الرومانسيّة عرفت تحولات كبيرة، حيث لعب سفر هؤلاء الرحّالة دوراً كبيراً في تطوّر كتاباتهم الرومانسيّة إلى الواقعيّة، وربما في تصحيح أحكامهم السابقة. وعلى الرغم من ارتباط معظم الدراسات السويسرية والألمانية والنمساوية قبل “الحرب العالمية الأولى” بمشروع الدولة الألمانية، فإنَّ ثقافة “ما بعد الاستعمار” و”الدراسات المقارنة”، قد اتخذت أبعاداً أخرى تجلت في الاهتمام بالتاريخ الثقافي والسياسي والاقتصادي والإثنوغرافي للمغرب، ضمن مرحلة تاريخية مهمة، وهي الفترة بين 1830 و1919، مما يجعل تلك النصوص وثائق غاية في الأهمية.