- كتب د. محمد ضباشة
شيعت الملايين من العرب الكرامة العربية منذ سنوات إلى مثواها الأخير فى الأراضى العربية المحتلة منذ عام 1967 وسط أكوام من نعال الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم الزكية حفاظا عليها وبكل أسف قامت دولة الاحتلال ببناء ضريح لكرامتنا العربية ليس تبركا به وإنما سخرية منه ورسالة للعرب تؤكد أن الصهاينة لم يحتلوا الأرض فقط بل قتلوا كرامتنا العربية على مقصلة الصمت والخنوع والخلافات العربية العربية وشهوة الكراسي وقلة الحيلة. والغريب فى الأمر أن أنجاس العالم حرموا العرب حتى من زيارة كرامتهم المدفونة فى القدس والجولان وأحاطوها بالأسلاك الشائكة والبارود حتى لا يقترب منها أحد يحاول إحياءها من جديد خوفا لأن تكون حافزا وداعما لاسترداد أراضيهم المنهوبة. وإذا كان الحال هكذا فهل من سبيل لرد الكرامة العربية إلى أمجادها الأولى أيام الفاروق عمر وصلاح الدين بعد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام والحفاظ على دين الله والمقدسات الإسلامية والمسيحية أو حتى على الأقل نقل ضريح كرامتنا العربية إلى أرض ليست محتلة حتى نتمكن من زيارتها والتبرك بها والبكاء على أعتابها من الخزي والعار الذي لحق بنا منذ أن فرطنا فيها أم الأمر بات صعبا فى كلا الحالتين؟ . والأدهى من ذلك سؤال كاد أن يطيح برأسي ولم أجد له إجابة هل كرامتنا العربية كانت عاقرا ولم تنجب أولادا أو أحفادا يدافعون عنها على مدار عشرات السنين أم أنجبت إناثا أو مخنثين ليس لديهم من القوة لرد اعتبارها من طغيان الاحتلال والقتل والتشريد ومعايرة العرب أن كرامتهم تحت النعال؟. مشكلة غاية فى التعقيد والفهم والاستدلال على أسبابها وأصبحت الإجابة غاية فى الصعوبة وما نراه على أرض الواقع لا يبشر بخير وربما يقضي على باقي القيم التي ورثها العرب عن أجدادهم الأولين وبعد أن يئسنا من عودة الغائب هل نستطيع أن نعيش بلا كرامة ونترك الاحتلال يفعل فينا ما يريد؟ أم نستكمل حياتنا أشبه بالأنعام تجمعنا عصا وتفرقنا أصوات القنابل وطلقات الرصاص وتفتح لنا أبواب السجون إذا صرخنا فى وجه الحكام لعودة كرامتنا العربية؟ وفى النهاية رسالة أوجهها للجميع وخاصة حكام وملوك الأرض إذا لم تعُد الكرامة فى ظرف عام قولوا على العرب السلام .