- عبد السلام سنان
بالأمسِ في موقعٍ ما ركضتُ كثيرا في قصيدتكِ، خِلْسة تسلّلتُ خارج النص حافياً ومعي رغيفٌ كنتُ قبلاً أشْتهيه دسسْتُ في جيبِ قميصي الأزرق جملة واحدة، كأنها صوتكِ أو صداه، النباهة فطرة الأزل وكينونة الحواس حين تتمدّد بفوضى الشغف العارم، الوحدة كافايين المزاج وادمان التأويل، البارحة منتصفًا شنقتُ كل قصائدي على حائطِ هزائمي ، تركتها مملّحة كتمائم للعابرين الدراويش، وتعويدات لحواريو الحب والليل، لتنتشل الخراب ووساوسهم الضارية من صدورهم الهشّة، أيُّ فلاةٍ تُبشّرُ بمجيءِ وجهكِ الرملي ؟
المكدّس بوجعٍ كقوافلِ الدروب القاحلة، وأنّاتِ الحصى التي أنهكتها شموس القيظ السرمدي، هاكِ غيمتي البكْر، تظلّلُ عناء الوهم الشرس، وتبلّلُ نهاركِ الطافح بالأسى الأزلي، اطلالتكِ الراسخة، مواسم بريّةٍ جامحة، وأنا ..هناك … حيث أقاصي المداءات المحنّطة، تستوطنني الوحدة بلا تأويل، ألامس حقيقة ذاتي، بلا أقنعة، كل هذا وما زالت عرّابة حرفي في خافقي راسخة، كأحصنةٍ سباقٍ جامحة، تدكُّ سنابك الدروب، ليس لنيل الأوسمة واعتلاء منصّات التتويج، بل لتذكيري بأنها وبرغم الغياب تبقى فراشة الحرف الراقصة، ويقيني أنها ستصلبُ قصيدتي على أعوادٍ فادحة، بحرفٍ من كبرياءٍ شرس، وترويها بدمعةٍ حرّى ..