“المكان، العاصمة الجنوبية سبها، المتٌهم والضٌحية، السيد الشعب، الزمان 2016 ب.م، والحادثة، شوارع المدينة نضٌاحة بالمجاري Sewage، والنفايات Garbage تعيق سيرالحياةالطرق، المصيبة، أزمة بيئية حاضنة لأنواع وبائات جديدة، المسؤول الأول حسب لإحة التدريج التراتبية، البرلمان المنكوب، المجلس الرئاسي صاحب القوقعة البرمائية، والمخول والموكل عنه، المجلس البلدي المتقاعس حتي عن أبسط واجباته المدنية ، مدينتي، ومسقط رأسي، تتحول بقدرة قادر شوارعها _ بعد إغلاق المكب العام_ لمزابل وكثبان متعفنة وقذرة للقمامة وأبخرة عرق الإتٌكاليين تعلو أعمدتها ، ناهيك عن المجارير التي تقوم بعملية تدوير نفسها بنفسها مفيضة طرق مدارس الأطفال، مفيضة أمام المتاجر الغذائية، ولم تسلم حتى العيادات والمساجد، هكذا ترسم ثنائية “المجاري والقمامة” خارطة طريق حديثة، لو وددتُ أن تكون لكلماتي تأثير عليك , لو ودتُ أن تفلح كلماتي في اقناعك أن تتسامح مع هذا البلد , أن تتقبله كما هو .
سيكون دوما بلد الأحزاب والفوضى والمحسوبيات والمحاباة والفساد ولكنه كذلك بلد العيش الرغيد والدفء الانساني وبلد أعز أصدقائك !، أنا أيضا لاأختلف عنكم، إنني مثلكم، هنا أعيش، وأغلب أيامي في احباط شديد، خاصة عندما تتفجر المجاري من مساربها هنا وهناك وتختلط بالقمامة ولاينجو بيت أو متجر غذائي أو عيادة، لفترة وأنا مار بأحد شوارع المدية النضٌاح بالمجاري، لمحت لوهلة أحد المجانين وهو يعبر، الرجل يمشي في المجارير ويسبح فيها بكل أريحية ولايسلك سلوك الاخرين في البحث عن بقعة نظيفة ما ..حسدت جنون هذا الرجل حقاً وهو لايكترث بصيحات من حوله : ياحاج أمشي في المكان النظيف .. وهو سابحا في عوالمه .. ضاحكا ساخرا من الجميع !
وأعجز هناعن استيعاب المشهد، أوليس من حقي كمواطن هنا أن أفهم لماذا كل هذا الخراب , ولماذا غادرت سبها محرابها الثقافي والحضاري الى فضاء متسخ تصعب فيه الحياة , ذات الفضاء المخيف .. والمجهول، والإنسان هنا عدو مايجهله/ويخافه، ونحن هنا لا نريد كبداية سوى أن نفهم ماهي بالضبط أزمة المجاري والنفايات في المدينة ؟ من المتسبب بها ؟ ما الذي يستلزم لتجاوز هذه الأزمة وحلها حلا نهائيا ؟ ومن حقي هنا أن أعرف، هل أزمة المياه والصرف ، والنفايات، في أولويات الدولة؟ صدقوني هذه الأسئلة وغيرها من الكثير تراودني كل صباح ومساء وما بينهما وتقضِ مضجعي عن النوم وعن الكتابة أيضا . الناس التي ترمي قمامتها في وسط الشارع أمام سوق الخضار مباشرة تأبى أن تتكدس منازلها بالقمامة بحثا عن مكان مناسب وبعيد وهي لاتعلم أن قمامتها تعود اليها ذباباً وبعوضاً وأمراضاً و حمٌى! .نحن بحاجة إلى مشروع جاد ودراسة ونية صادقة في حل هذه المشكلة نهائياً بتعاون الجميع فالوضع الصحي والبيئي أخصر ما هو عليه الخدمة العامة هي مؤسسة تختص بإدامة حياة الناس في في البلادهم وخارجها، وتأمين متطلباتهم وضرورات وجود الكيان والإنسان، ولا ترتبط وجودياً بحالة الصراع السياسي والنزاع والصراع السلطوي والتفاعل السلبي بين الأفرقاء والمتخاصمين. علي كل مؤسسة في الدولة أبتداء من القوات المسلحة، والشرطة، والأمن، والمخابرات، والنيابة والقضاء، والمصارف، والاستثمارات، والنفط، والتعليم بمختلف مستوياته، والإعلام ومنظمات الرأي العام، والصحة العامة والبيئة، والكهرباء، والمياه، والجمارك، والضرائب، والاتصالات، والمواصلات، والسجل المدني، إلى استخدام نظام الإدارة الذاتي للمؤسسات وفق نظام الإدارة بالأهداف، والالتزام بالمنظومات العليا للقيم الإنسانية والدينية والوطنية، واحترام القوانين والنظام العام، وحيثما تعذّر تكوين إدارة جماعية على مستوى ليبيا، يمكن الإدارة في المناطق مع تحري أفضل أساليب التنسيق الممكنة والضامنة للإنسيابية والفاعلية والعدالة. إن أسلوب التسيير الذاتي للدولة بتكويناتها ومناطقها ومؤسساتها تحت سقف المصالح العليا للوطن وللشعب هو النظام والأسلوب الوحيدين والمتاحاَ عندما تتفسخ وتتشرذم السلطات وتتداخل التفويضات وتتحلل الإدارات، وهذا يحدث في أزمنة الثورة والإنتفاض والاضطراب، خاصة العنيف منها والمسلح، والتي علّمنا التاريخ أنها إذا بدأت لا تنتهي إلا بمرور سنوات وسنوات أخري قد تطول تشهد صراعات حادة ودمويٌة، ويصبح فيها قانون الطرد المتوالي خارج الحلبة، هو القانون الفاعل على مستوى المتنازعين والمتنافسين والفاعلين. ويدخل كذالك ضمن هذا الأسلوب الفعال تشكيل وتفعيل النقابات وإدارة الأحياء في المدن والتكوينات المهنية والنوعية غير المتكونة على أسس مذهبية أو عرقية أو عنصرية أو تمييزية من أي نوع. ليس أمامنا ونحن نعيش هذا الخراب الكبير في وطن من حقه أن يبقى ،وأن يستقر، وأن ينعم بإزدهار، سوى أن نتخلى عن سلبية الإنتظار ومذلة المطالب، ونستلم الدٌفة والزمام، فإن توحدت السلطة وبدأت بوادر الدولة في الظهور فلابأس، وأن تأخرت أو تعذرت نكون قد أنقذنا أنفسنا ووطننا بدل هذا الجدل وهذا العجز وهذا الفشل وهذه الأزمات التي تتطور إلى كوارث يوماً وشهراً وعاماً. إن ما يثير الفتن في البلاد هو الصراع المشخصن ومزاج أشخاص في الغرب وفي الشرق يتبادلون هذه الكراهية والحقد الإقليمي، هذا الحقد الذي نفي علي أثره الجنوبيٌون، ولهذا وجب ويجب أن يسحب البساط من تحت أرجلهم جميعا، لا البرلمان ولا عقيلة صالح، ولا الرئاسي ولا فائز السراج، ولا المجلس المسمي زوراً وإفكاً بالأعلي للدولة ولا الصقر الأوحد الأعلي عبدالرحمن السويحلي ومن هم أمثالهم، من ينقطع عنهم وعن عوائلهم الكهرباء، أو تفيض منازلهم وشوارعهم بالمجاري والقذارة والنفايات، أوتقرص جلودهم لسعات الذباب والباعوض أو أن يصاب أولادهم بمرض و حمٌي ، أولئك النضٌاحين بعفونة البلاد وأوسخها وقذارتها، أولئك الذين تطفح فيهم نفايات الوطن وتفيض فيهم مسارب مجاريه لأخر رواق سياسي يمارسون فيه الفحش السياسي، أولئك الذين خربو علينا بيوتنا وخرٌو علينا الأسقف المتأكلة خلال الخمس سنوات، ويبقي في ذهني هذا السؤال الراسخ: ساسة الليبيا متي يسلكون سلوك الاخرين في البحث عن بقعة نظيفة ما؟؟ الجنون يخارجك حقاً، لأن الوضع لم يعد السكوت أمامه ضربا من السواء والاتزان النفسي .. يبدو أننا جميعا لسنا أسوياء، أو ليتنا مجانين، حتى لا يؤلمنا كل هذا الوجع المزمن والمحيط المزعج (“أعرف أني أشرد أحيانا عن الموضوع ، ولكن إذا لم أكتب الأشياء كما تحدث لي أحس أني سأفقد أثرها إلى الأبد. لم يعد دماغي تماما ما كان عليه سابقا. إنه الآن أبطأ ، بليدٌ و أقل فطنة ، وصار ينهكني حتى التتبع العميق لأبسط الأفكار. هكذا يبدأ الأمر ، وبعدئد و على الرغم من جهودي ، تحضر الكلمات فقط عندما يراودني أني لن أتمكن من إيجادها البته ، في اللحظة التى أيأس فيها من استرجاعها . وكل يوم يجلب معه العناء نفسه ، الفراغ عينه ، الرغبة ذاتها في النسيان ،وبعدها في عدم النسيان . وحين يبدأ، لا يبقى البته أي مكان غير هنا ،لا مكان إطلاقا إلا هذا الحد الذي يشرع القلم بكتابته .. تبدأ القصة وتتوقف ، تتقدم ثم تتيه ، وبين كل كلمةٍ و آخرى ، كم من سكنات ، و كم من كلماتٍ تنفلت وتضمحل ولا تُشاهد مجددًا أبدًا “)
ابوبكر عبد الرحمن