- عبدالسلام سنان
ليست عادتي أن أحتفظ بنصٍّ ثمل، خطّته شاعرة جائعة، تعلّقُ صبوتها على أعوادِ الجموح، تحرقُ غابات ذاكرتنا الثنائية، نشرتها على حبْلٍ منسي، قبل وِلادة شمس آفِلة، لأجلِ شاعرٍ بدوي مثلي، تشعلُ آخِر أعواد ثقابها في تصاوير طليقها المسكين، تتقيأُ نزاهة سُمّها، تلعنُ رُفات بدائيته المعطّلة منذ الأزل، حين نفخت لأجله شفاهها بالبوتكس، لم يحسن معها صنوف العناق الأسطوري، لم تبدر زنابق الليلكْ تحت سرير شيخ قبيلتها المزعوم، ولم تسْقِها من مائها الرجيم، تتكئُ بحنوِ وحدتها الشرسة على نظريات سقراط الفضفاضة، تنبشُ بأصابعها الطرية على وجه الأرض الصخرية، تبحث عن موطأ قدمٍ لها في مدينة افلاطون الفاضلة، تسْتنكِفُ عِظات الحلاج، حتى استباحت شقَّ عصا الطاعة، وعلى رؤوسِ الأشهاد قدمت قرابينها السادية لشاعرها المجنون، أفرغت غِواية الأبجدية في جيوبِ صعلوكٍ ساذج التأويل، غريقة تضاجع قشّة مُريبة، يتكوّرُ نهدها الرخو تحت فوضى معربدة، تلهو بفقاعات نبيذٍ نيئ، تعصرها همجية الشهيق، آثم ليلها الحرون، تطحن عجين همومها في نصٍّ نازي، تلوكُ شهوتها البوذية، تسْعلُ لذّتها الكافرة قبل عُوائها اللعين .